نيوز بلاس العراق

بحسب تحقيق الإيكونوميست: لندن مركزاً لسرقة وتهريب السيارات الفاخرة والهواتف

0

نيوز بلس عراق – لندن

كشف تحقيق نشرته مجلة الإيكونوميست البريطانية أن موانئ العاصمة لندن تحولت إلى محور رئيس لعمليات سرقة وتهريب السيارات الفاخرة والهواتف المحمولة والآلات الزراعية، مع تسجيل ارتفاع حاد في جرائم السطو المنظمة خلال السنوات الأخيرة.

وحسب التحقيق، ارتفعت سرقات المركبات بنحو 75% خلال السنوات الأخيرة، من نحو 90 ألف سيارة في 2020 إلى 130 ألف سيارة في 2024، ما أدى إلى زيادة تكاليف التأمين على السيارات بنسبة 45%. وفي لندن وحدها سُجلت سرقات لا تقل عن 70 ألف هاتف العام الماضي، ما يجعل العاصمة البريطانية “عاصمة سرقة الهواتف” في أوروبا، وفق التحريات وبرامج التتبع.

وتفيد الوثائق أن العصابات المتخصصة حولت الجريمة إلى نشاط لوجستي متكامل يستغل زحمة الموانئ وقنوات التصدير، حيث تُجهَّز السيارات المسروقة بسرعة وتُنقل إلى حاويات ملاحية في أقل من يوم واحد. وتتوزع وجهات المسروقات كما يلي: السيارات غالباً إلى أفريقيا (ومنها جمهورية الكونغو الديمقراطية)، الهواتف إلى شنتشن/الصين، والجرارات وأجهزة الـGPS إلى روسيا وأوروبا الشرقية والإمارات. وتشير وثائق إلى أن كل 4 من أصل 10 سيارات اعترضت في موانئ بريطانيا بين 2021 و2024 كانت مسروقة ومتجهة إلى الكونغو، بينما وُجد أن 1 من كل 5 سيارات متجهة إلى الإمارات كان مسروقاً.

ووصف محققون ونشطاء هذه الشبكات بأنها تحولت عملياً إلى «سلاسل إمداد إجرامية» تشبه شركات منظمة، تعمل عبر اتصالات مشفّرة وخدمات متخصصة، ما أطلق عليه البعض تسمية مجازية «شركة السرقة الكبرى العالمية». ويقول إيليا غلانتس من مركز أبحاث المعهد الملكي للخدمات المتحدة إن عوامل عدة تجعل بريطانيا هدفاً مثالياً: سوق مستهلكين مشبعة، ضعف ضوابط التصدير، وانخفاض مستويات الردع، مشيراً إلى أن الشرطة تحرز تقدماً ضئيلاً في حل القضايا المرتبطة بهذه الجرائم.

وتكشف التحقيقات عن أساليب متطورة يستخدمها اللصوص: أجهزة تعطيل إشارات التتبع (GPS jammers)، لوحات أرقام مزيفة، وأنظمة لتغيير هويات السيارات وأرقام الهيكل، ما يمكّنهم من تسويق المركبات بسرعة عبر أسواق العبور. وأورد التقرير أن عصابات تسرق مركبة دفع رباعي مثل “هيلوكس” مقابل مبالغ منخفضة محلياً ثم تُباع في السوق الأفريقي بسعر أعلى بكثير.

كما أشارت الدراسة إلى انتشار سرقات أجهزة التتبع وأنظمة تحديد المواقع بعد فرض عقوبات وغزو أوكرانيا، مع زيادة مطالبات التأمين على أجهزة الـGPS بنحو 137% في 2023. وخلصت أبحاث أكاديمية، من بينها دراسة لــزيتو وانغ بجامعة جنوب كاليفورنيا، إلى أن بريطانيا تمثل مصدراً رئيسياً للهواتف المسروقة التي تُعاد بيعها في أسواق إلكترونية صينية كبيرة مثل “هواكيانغبي” في شنتشن.

تُظهر نتائج التحقيق أن العولمة التجارية أوجدت بيئة مواتية لتنظيمات إجرامية عابرة للحدود، تتعاون فيها شبكات محلية ودولية لتهريب وبيع المسروقات، مما يضع تحديات كبيرة أمام أجهزة القانون والتفتيش في بريطانيا وأوروبا والعالم.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.