بعد نصف قرن من الانتظار.. مقطوعة شتراوس الشهيرة “الدانوب الأزرق” تصل أخيرا إلى الفضاء السحيق
بعد انتظار دام قرابة نصف قرن، نجحت التحفة الموسيقية الخالدة “الدانوب الأزرق” للموسيقار النمساوي يوهان شتراوس الثاني أخيرا في تحقيق حلمها بالوصول إلى الفضاء.
ففي يوم السبت الماضي، قامت وكالة الفضاء الأوروبية بإطلاق المقطوعة الشهيرة عبر موجات الراديو من خلال الهوائي الضخم في محطتها الأرضية بإسبانيا، في حدث يجمع بين الفنون والعلوم الفضائية.
ويأتي هذا الإنجاز غير المسبوق كتصحيح لخطأ فني تاريخي وقع قبل 47 عاما، عندما انطلق مسباري “فوياجر” إلى الفضاء السحيق حاملين “أسطوانات ذهبية” – أقراص نحاسية مطلية بالذهب بقياس ١٢ بوصة، مصممة لنقل قصة عالمنا إلى الكائنات الفضائية. وتحتوي الأسطوانات على 115 صورة للحياة على الأرض، مسجلة بتقنية تناظرية، ومجموعة متنوعة من الأصوات والمقطوعات الموسيقية، ولكن دون أن تضم أي أعمال لشتراوس.
ولطالما ارتبطت مقطوعة “الدانوب الأزرق” للموسيقار النمساوي يوهان شتراوس الثاني بصورة الفضاء في أذهان الكثيرين، خاصة بعد استخدامها في فيلم “2001: أوديسة الفضاء” للمخرج ستانلي كوبريك عام 1968، الذي أصبح أيقونة في عالم الخيال العلمي. وهو ما جعلها بالنسبة للكثيرين الموسيقى التصويرية غير الرسمية لاستكشاف الفضاء. واليوم، تحول هذا الارتباط من مجرد خيال سينمائي إلى حقيقة علمية، حيث انطلقت الألحان الخالدة في رحلتها الحقيقية بين النجوم.
وبثت وكالة الفضاء الأوروبية أداء حيا للمقطوعة عبر موجات الراديو إلى أعماق الكون، احتفالا بالذكرى المئوية الثانية لميلاد شتراوس.
وتم توجيه البث الفضائي التاريخي نحو مسبار “فوياجر 1” التابع لناسا، والذي يحمل حاليا لقب أبعد جسم صنعه الإنسان عن الأرض، حيث يبعد مسافة تصل إلى 24 مليار كيلومتر.
ومن المتوقع أن تصل الموجات الموسيقية التي تسافر بسرعة الضوء إلى المسبار خلال 23 ساعة فقط، لتحقق بذلك ما فشلت في تحقيقه قبل 47 عاما عندما استبعدت المقطوعة من الأسطوانة الذهبية التي حملها المسباران التوأم “فوياجر 1″ و”فوياجر 2” عند إطلاقهما عام 1977.
وجاء هذا الإطلاق الفضائي الخاص خلال حفل موسيقي أدته أوركسترا فيينا السيمفونية، ضمن احتفالات واسعة تمتد على مدار العام بمناسبة مرور مئتي عام على ميلاد شتراوس الثاني الذي ولد في فيينا عام 1825، كما أنه يتزامن مع احتفال وكالة الفضاء الأوروبية بالذكرى الخمسين لتأسيسها.