صراع أوكرانيا يستدرج شباباً عراقيين… بين الإغراء المالي وشبكات التجنيد العابرة للحدود
بغداد — News Plus Iraq
يتحول حضور العراقيين في الحرب الروسية ـ الأوكرانية من ظاهرة فردية إلى ملف أمني وسياسي تتقاطع فيه شبكات تجنيد غير شرعية، وأزمة اقتصادية داخلية، وضغوط دولية معقدة، فيما يلوذ العراق رسمياً بخيار “الحياد”.
النائب عامر الفايز يقول إن التحاق بعض الشباب تمّ “بدوافع مالية وإرادية”، مؤكداً أن السفارة العراقية في موسكو تستقبل طلبات الراغبين بالعودة، لكنه لم ينفِ احتمال وجود “أذرع غير معلنة” تشجع التجنيد داخل البلاد.
رغم التطمينات، تشير تقارير ميدانية إلى أن آلاف العراقيين جرى استقطابهم منذ 2022 عبر وسطاء وشركات وهمية في بغداد والبصرة والنجف بعقود عمل مزيفة قبل الدفع بهم إلى جبهات القتال. وفي المقابل تؤكد موسكو أن الأعداد “لا تتجاوز العشرات” وتنفي أي تجنيد رسمي.
اللواء المتقاعد جواد الدهلكي يؤكد أن شبكات مرتبطة بفاغنر الروسية جنّدت شباناً عراقيين عبر المال والإغراءات، محذراً من تحوّل الظاهرة إلى “توظيف سياسي وأمني للعراقيين كوقود في صراع دولي لا شأن للعراق به”.
وتقاطع ذلك مع حكم صدر في النجف قضى بالسجن المؤبد بحق مدان بتجنيد مقاتلين لصالح روسيا، في أول تصنيف قضائي للتجنيد ضمن جرائم الاتجار بالبشر، لا كتصرف فردي.
المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية حذر بدوره من تضاعف ظاهرة “الارتزاق المنظم” عبر الإنترنت والدارك ويب، مستغلة هشاشة سوق العمل في دول مثل العراق. كما كشفت مصادر أوروبية عن فتح تحقيقات تطال شخصية سياسية عراقية يُشتبه بتورطها في عمليات تجنيد وغسل أموال مرتبطة بجبهات أوكرانيا.
سياسياً، يضع الملف بغداد في موقع حساس بين موسكو وواشنطن، فيما تحذر مراكز بحثية من خطر “المرتزقة العائدين” وما قد يحملونه من خبرات عسكرية وعلاقات خارجية قابلة للاستخدام داخل العراق.
اقتصادياً، تكشف الظاهرة فشلاً داخلياً في خلق بدائل معيشية. عشرات الشبان الذين ظهروا عبر تسجيلات استغاثة قالوا إنهم خدعوا بعقود عمل ثم زُجوا إلى الجبهات، بعضهم تحدث عن حجز جوازاتهم وعدم دفع الرواتب.
في المحصلة، لم يعد السؤال: “لماذا ذهبوا؟” بل:
من جنّد؟ ومن موّل؟ ومن استفاد؟
بينما يقف العراق أمام اختبار لقدرة مؤسساته على حماية شبابه من حروب الآخرين، وأسواق الموت العابرة للحدود.