تلوث السيارات القديمة يعيد أزمة هواء بغداد إلى الواجهة
بغداد – News Plus Iraq
تتصاعد التحذيرات مجدداً بشأن تلوث هواء العاصمة، مع تجدد المطالبات بسحب المركبات المتهالكة من شوارع بغداد، التي تُصنَّف ضمن أكثر المدن تلوثاً في الشرق الأوسط، وسط غياب حلول تنفيذية واضحة.
يقول الخبير البيئي أحمد الساعدي إن السيارات القديمة تشكّل المصدر الأكبر للتلوث، نتيجة محركاتها غير المطابقة للمعايير وغياب الفحص الدوري، ما يضخ آلاف الأطنان من الغازات السامة يومياً في أجواء العاصمة. وبحسب مرصد العراق الأخضر، فإن عوادم المركبات مسؤولة عن أكثر من 60% من تلوث الهواء، إلى جانب المولدات الأهلية وحرق النفايات والانبعاثات الصناعية.
تقارير وزارة الصحة تؤكد أن مستويات الجسيمات الدقيقة في بغداد تتجاوز الحد الآمن بأكثر من عشرة أضعاف، مع ارتفاع ملحوظ في أمراض الجهاز التنفسي. فيما تشير تقديرات اقتصادية إلى أن العراق يخسر نحو 4 مليارات دولار سنوياً جراء أعباء صحية وتراجع الإنتاجية المرتبط بتلوث الهواء.
يدعو مختصون إلى برنامج وطني لاستبدال المركبات القديمة وتحفيز التحول إلى النقل الكهربائي، إضافة إلى إحياء منظومة النقل العام، لكن غياب البنية التحتية والتمويل يعرقل التنفيذ. كما ينتقد خبراء البيئة ضعف الرقابة الحكومية وندرة البيانات العلنية، مطالبين بإنشاء هيئة مستقلة لرصد جودة الهواء وإصدار تقارير دورية.
وبحسب تقديرات مرصد العراق الأخضر، فإن استبدال 10% فقط من المركبات الحالية بسيارات كهربائية قد يخفّض الانبعاثات بـ25% في بغداد. فيما يرى خبراء التخطيط الحضري أن تحديث النقل العام الكهربائي هو المدخل الأهم لأي إصلاح مستدام.
يقول مختصون في علم الاجتماع إن أزمة التلوث هي أزمة وعي أيضاً، داعين إلى إدماج الثقافة البيئية في المدارس والإعلام. ويجمع الخبراء على أن الأزمة لم تعد تحتمل الانتظار، وأن كل تأخير في معالجتها يعني المزيد من الخسائر الصحية والاقتصادية في العاصمة.