نيوز بلاس العراق

34 مليون عراقي يتغذون بالتسقيط السياسي والتظليل المنظم 

0

34 مليون عراقي يتغذون بالتسقيط السياسي والتظليل المنظم 
بغداد — News Plus Iraq

لم تعد الحملات الانتخابية في العراق محصورة باللافتات والجولات الميدانية؛ إذ انتقل السباق السياسي بقوة إلى الفضاء الرقمي، ليصبح عالم مواقع التواصل الاجتماعي الساحة الرئيسة للتأثير على الناخبين قبل انتخابات 11 تشرين الثاني/نوفمبر 2025.

ومع وصول عدد مستخدمي مواقع التواصل إلى 34.3 مليون عراقي، وفق بيانات مركز الإعلام الرقمي، باتت المنصات الافتراضية أداة انتخابية حاسمة تتيح وصولاً أسرع وأوسع للجمهور، لكنها في المقابل فتحت الباب أمام ظواهر جديدة، مثل التسقيط السياسي، والتضليل المنظّم، والحسابات الوهمية.

سياسيون وخبراء يرون أن الانتقال إلى الدعاية الرقمية شكّل تحولاً نوعياً في قواعد اللعبة الانتخابية.
عضو مجلس محافظة بغداد والمرشح عامر شوهان الفيلي يؤكد أن الإنترنت أصبح “سلاحاً ذا حدين”: وسيلة فعالة لنشر البرامج، لكنها أيضاً أداة للتشهير والتلاعب بالرأي العام.

الباحث السياسي أحمد يوسف يرى أن الدعاية الرقمية تجاوزت التقليدية في التأثير، محذراً من “استخدامها لبث الأكاذيب والتلاعب بقناعات الناخبين”، وداعياً إلى توسيع رقابة المفوضية لتشمل البيئة الإلكترونية، لا الأرضية فقط.

المرشح الكوردي الفيلي حيدر هشام يشدد على أن الخطاب الرقمي “قادر على تغيير توجهات الناخبين”، لكنه يربط فعاليته بـ“مصداقية المحتوى، لا بزخرفة الوعود”.

قانونياً، يكشف الخبير محمد جمعة أن الفضاء الرقمي “مفتوح دون ضوابط”، رغم وجود عقوبات تصل إلى السجن 6 أشهر للتشهير، و7 سنوات للتحريض الطائفي، لكنه يشير إلى أن “الحسابات المجهولة تعرقل ملاحقة المذنبين”، مطالباً الأمن الوطني بتفعيل الرقابة الإلكترونية.

من جانبها، سجّلت مفوضية الانتخابات 400 مخالفة رقمية وميدانية قبل بدء الموعد الرسمي للحملات، بينها استخدام شعارات وأرقام انتخابية مبكراً، ثم فرضت غرامات بمليوني دينار لكل حالة مخالفة بعد بدء الدعاية في 3 تشرين الأول.

وبينما تتقدم الحملات الرقمية على حساب الطرق التقليدية، يبقى التحدي في ضبط الممارسات غير المشروعة، لضمان أن تبقى الانتخابات ساحة تنافس برامجي — لا ساحة تضليل مفتوح.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.