غياب البرامج الاقتصادية الجادة يهدد جدوى الانتخابات المقبلة في العراق
بغداد — News Plus Iraq
مع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية في 11 تشرين الثاني/نوفمبر 2025، تتزايد المؤشرات على فراغٍ واضح في الخطاب الانتخابي المتعلق بالاقتصاد، رغم أن البلاد تواجه أزمات معقّدة في المياه، والخدمات، والاعتماد شبه الكامل على النفط، وتضخم الجهاز الوظيفي الحكومي.
يقول مراقبون إن غالبية الحملات الانتخابية الحالية تكتفي بالشعارات والصور والوعود العامة، دون تقديم رؤية اقتصادية قابلة للتنفيذ أو حلول واقعية للأزمات المالية والخدمية المتراكمة. ويشير نواب سابقون إلى أن غياب البرامج يعكس افتقار جزء كبير من المرشحين للخبرة والسياسات البديلة، ما يُبقي العملية الانتخابية في إطار التنافس الدعائي لا التنافس البرامجي.
ويرى مختصون أن الاقتصاد العراقي يقف عند نقطة حرجة: أكثر من 90% من الإيرادات تعتمد على النفط، ومع ذلك لا تُطرح خطط للتنويع، ولا لمعالجة التضخم الوظيفي الذي يستهلك الموازنة التشغيلية، فيما تستمر الوعود الانتخابية دون ذكر أدوات تمويل أو آجال تنفيذ.
في المقابل، تؤكد تحليلات سياسية أن المشكلة ليست في الشارع وحده، فالمواطن لا يقرأ البرامج غالبًا، بينما لا تبذل القوى السياسية جهداً لتقديمها أو تسويقها بوصفها عقداً اجتماعياً ملزماً أمام الناخبين.
ويحذّر خبراء من أن استمرار الانتخابات بهذا النمط سيعيد إنتاج الوجوه والنتائج ذاتها، من دون تغيير في المسار الاقتصادي، ما يفقد العملية الانتخابية معناها الإصلاحي، ويحوّلها إلى إجراء شكلي لا ينعكس على معيشة الناس ولا على توازن الدولة المالي.