خيوط جديدة تقود التحقيق في اغتيال صفاء المشهداني
بغداد – News Plus Iraq
كشف مصدر مطّلع على أعمال اللجنة التحقيقية الخاصة باغتيال عضو مجلس محافظة بغداد صفاء المشهداني، عن مؤشرات أولية تقود السلطات إلى تحديد هوية المنفذين ودوافع الجريمة التي وقعت في قضاء الطارمية شمال العاصمة.
وقال المصدر إن التحقيقات الأولية أظهرت أن “الجهة التي تقف وراء عملية الاغتيال تنتمي إلى المنطقة نفسها وليست جهة خارجية”، مشيرًا إلى أن كاميرات المراقبة في أرجاء الطارمية وثّقت تحركات المشتبه بهم، وأكدت أن العبوة اللاصقة زُرعت داخل القضاء.
وبيّن المصدر أن “العبوة كانت محلية الصنع ومتصلة بنظام تفجير عبر الهاتف المحمول، ما يرجّح أن التفجير نُفذ عن بُعد بعد تحديد موقع الهدف”، موضحًا أن تحركات مركبة المشهداني كانت جميعها داخل الطارمية قبل توجهه إلى مكتبه ثم إلى أحد المطاعم غرب بغداد حيث وقع الانفجار.
وأشار المصدر إلى أن الأجهزة الأمنية “توصّلت مبدئيًا إلى الجهة المتورطة وتستكمل الإجراءات القانونية والفنية تمهيدًا للإعلان الرسمي عن نتائج التحقيق”، مرجحًا أن يكون خلاف سابق حول قطعة أرض السبب الرئيس وراء عملية الاغتيال.
وفجر الأربعاء، قُتل المشهداني واثنان من مرافقيه بانفجار عبوة ناسفة استهدفت عجلته في الطارمية. وأفادت مصادر أمنية بأن الضحية حاول النجاة بعد الانفجار لكن المرافقين فشلوا في إخراجه من السيارة قبل اشتعال النيران، وقد نُقل جثمانه لاحقًا إلى بغداد وسط إجراءات أمنية مشددة.
وعقب الحادث، وجّه رئيس الوزراء محمد شياع السوداني بتشكيل فريق جنائي مشترك للتحقيق في ملابساته، فيما نعت عشيرة البوحجازي أحد أبرز أبنائها، مؤكدة أن الاغتيال “استهدف رمزًا عشائريًا وطنيًا”.
من جانبه، أدان رئيس مجلس النواب محمود المشهداني الحادث ووصفه بـ”الجريمة البشعة”، داعيًا الحكومة إلى محاسبة الجناة سريعًا لضمان عدم تحوّل الاغتيالات إلى وسيلة تصفية سياسية.
كما أعربت بعثة الأمم المتحدة في العراق (يونامي) وعدة سفارات أجنبية عن إدانتها للحادث، مطالبة بإجراء تحقيق عاجل وشفاف لتحديد المسؤولين ومحاسبتهم.
وتُعد حادثة اغتيال صفاء المشهداني، عضو مجلس محافظة بغداد ومرشح تحالف “السيادة”، من أخطر العمليات الأمنية التي تشهدها العاصمة قبيل الانتخابات التشريعية، وسط مخاوف من أن تعيد هذه الجريمة مشهد الاغتيالات السياسية إلى الواجهة.