
الانتخابات المقبلة الأكثر تنافساً منذ 2003 وسط تصاعد الخطاب التعبوي
بغداد – نيوز بلس عراق
توقّع الباحث في الشأن السياسي والانتخابي محمد السامرائي، اليوم الأربعاء (8 تشرين الأول 2025)، أن تشهد الانتخابات البرلمانية المقبلة أعلى مستويات التنافس منذ عام 2003، في ظل تصاعد واضح للخطاب التعبوي الذي تتبناه القوى السياسية التقليدية لاستعادة نفوذها الشعبي المفقود.
وقال السامرائي في تصريح صحفي إنّ “المشهد الانتخابي يشهد خلال الأسابيع الأخيرة تصاعداً في الخطاب التعبوي للقوى التقليدية، التي تسعى إلى إعادة شد جمهورها وتعبئة قواعدها، مع بروز مؤشرات على احتدام المنافسة وصعود قوى مستقلة جديدة برزت بعد احتجاجات تشرين”.
وأضاف أن “هذا الخطاب عاد إلى مفردات الانقسام والهويات الفرعية، وتوظيف الرموز الدينية والعشائرية، بل وحتى استخدام لهجة تحريضية ضد الخصوم السياسيين، في محاولة لإحياء الولاءات القديمة وتحصين القواعد الانتخابية التقليدية”.
وأوضح الباحث أن “القوى التقليدية تحاول عبر هذا النهج استعادة زمام المبادرة بعد فقدان الثقة الشعبية بسبب الفشل في إدارة الدولة ومكافحة الفساد”، مبيناً أن “الخطاب التعبوي تحول من مجرد وسيلة انتخابية إلى أداة لإعادة إنتاج النظام السياسي بصيغته القديمة، رغم التغيرات الاجتماعية والسياسية العميقة في البلاد”.
وأشار السامرائي إلى أن “استمرار هذا النهج سيزيد من حدة الاستقطاب السياسي والاجتماعي، ويقلل فرص بناء تحالفات وطنية عابرة للطوائف والمكونات، وهي الخطوة الأهم لضمان الاستقرار بعد الانتخابات المقبلة”.
وتجري الاستعدادات لخوض الانتخابات في مشهد سياسي معقد وتحولات مجتمعية متسارعة، وسط تراجع تأثير الخطاب الطائفي وصعود جيل جديد من القوى المستقلة المنبثقة عن احتجاجات تشرين، فيما يرى مراقبون أن أزمة الثقة بين المواطن والنظام السياسي تجعل هذه الانتخابات اختباراً حاسماً لمستقبل العملية الديمقراطية في العراق.