من هي عقيلة السيد السيستاني؟
تنتمي السيدة عقيلة السيستاني، زوجة المرجع الديني الأعلى السيد علي الحسيني السيستاني، إلى أسرة الشيرازي المعروفة في الأوساط العلمية والدينية الشيعية، هي كريمة آية الله السيد ميرزا حسن الشيرازي، أحد أحفاد المرجع السيد محمد حسن الشيرازي المعروف بلقب “المجدد”، الذي قاد الحراك الشعبي في إيران ضد الامتياز البريطاني لتجارة التبغ عام 1891، فيما عُرف بثورة التنباك.
وتُعد تلك الفتوى من أبرز المواقف الفقهية التي رسّخت دور المرجعية الدينية في القضايا السياسية والاجتماعية في العصر الحديث.
آل الشيرازي يُعدّون من أبرز العائلات العلمية في العراق وإيران، وقد أسهم أفرادها في صياغة مسار المرجعية الشيعية في النجف وسامراء، وشاركوا في مختلف الأحداث المفصلية التي شهدها العالم الشيعي منذ القرن التاسع عشر. ونشأت السيدة عقيلة في هذا المحيط العلمي والديني الذي يضع مسؤولية كبرى على أفراد الأسرة من حيث الحفاظ على إرث علمي وسلوكي واجتماعي محدد.
الزواج من السيد علي السيستاني
اقترن اسم السيدة عقيلة ببيت السيد علي الحسيني السيستاني، أحد أبرز مراجع الشيعة في القرن الحادي والعشرين، السيد السيستاني وُلد عام 1930 في مدينة مشهد الإيرانية، وينتمي إلى أسرة علمية كذلك، فجده السيد علي السيستاني كان من تلامذة المجدد الشيرازي، ما يجعل هذا الزواج تداخلاً بين مدرستين علميتين: الشيرازية ذات البعد الجهادي والاجتماعي، والنجفية ذات الامتداد الأصولي والفقهي العميق.
السيدة عقيلة كانت شاهدة على تدرج السيد السيستاني في الحوزة العلمية بالنجف، ورافقته في مراحل الدراسة والتدريس، وحتى تقلّده موقع المرجعية العليا بعد وفاة السيد الخوئي عام 1992، ورغم أن حضورها الإعلامي لم يكن موجودًا، إلا أن دورها في توفير بيئة أسرية مستقرة مكّن السيد السيستاني من التفرغ الكامل لمهامه المرجعية.
الأبناء ودور الأسرة في مؤسسة المرجعية
أنجبت السيدة عقيلة للسيد السيستاني اثنين من الأبناء المعروفين في الوسط الحوزوي، هما السيد محمد رضا السيستاني، الذي يتولى إدارة مكتب والده ويُعرف بنشاطه العلمي في الفقه وأصوله، وله مؤلفات معروفة تُدرّس في بعض حلقات البحث، والسيد محمد باقر السيستاني، وهو من الشخصيات العلمية أيضًا في حوزة النجف.
الوفاة والتشييع
توفيت السيدة عقيلة السيستاني أمس الأحد 5 ربيع الآخر 1447 هـ، الموافق 28 ايلول 2025، في مدينة النجف الأشرف، بعد حياة امتدت لعقود في كنف أسرة المرجعية. وأُعلن أن التشييع سينطلق من جامع الشيخ الطوسي صباح اليوم الاثنين 6 ربيع الآخر، ليوارى جثمانها في مقبرة وادي السلام، إلى جانب كثير من العلماء والرموز الدينية.