بالأرقام.. نسبة التزام تركيا وسوريا بالاطلاقات المائية للعراق بعد اتفاق تموز.. من المقصر الأكبر؟-عاجل
منذ حوالي شهرين، ضج العراق وبشّرت رئاسة البرلمان متمثلة برئيس المجلس محمود المشهداني، وكذلك الحكومة العراقية، بموافقة تركيا على زيادة الاطلاقات المائية للعراق، خلال شهري تموز واب، الا ان الشهرين انتهيا، بمشاهد جفاف حادة وخزين مائي هو الأدنى في العراق طوال تاريخه، وتحول العراق من حالة شح المياه الى الندرة المائية وفقا لاعلان رسمي لوزارة الموارد المائية.
كان من المفترض ان تطلق تركيا 420 مترا مكعبا بالثانية في نهري دجلة والفرات، وبالرغم من انها اقل من الكمية التي يحتاجها العراق البالغة 650 متر مكعب بالثانية، الا انها ستكون افضل بكل الأحوال من الاطلاقات التي كانت لايتجاوز مجموعها الـ250 متر مكعب بالثانية في نهري دجلة والفرات.
منذ ذلك الحين، وبين تضارب الأرقام وتضارب التبشيرات مع واقع الجفاف على الأرض، تشكلت قناعة تامة على ان تركيا لم تلتزم بالاتفاق بل وقامت بـ”خداع العراق”، لكن بمراجعة رقمية يمكن التوصل الى حقيقة ما يحدث بالفعل.
وفقا للتصريحات السابقة لوزارة الموارد المائية فان ما يصل للعراق بنهري دجلة والفرات يتراوح بين 160 و250 متر مكعب بالثانية اجمالا، لتقوم تركيا بوعد العراق برفع الاطلاقات الى 420 متر مكعب بالثانية في النهرين، أي بزيادة قيمتها حوالي 70%.
لكن ماذا حدث؟، بحسب تصريحات وزير الموارد المائية ان اجمالي ما يصل العراق حاليا من اطلاقات تبلغ 350 متر مكعب بالثانية، هذا يعني اقل من المطلوب بـ120 متر مكعب بالثانية.
تتوزع هذه الكمية بواقع 200 متر مكعب بالثانية تأتي عبر الفرات، ومن دجلة تبلغ 150 متر مكعب بالثانية فقط بينما يجب ان تكون اكثر من 200، هذا يعني ان تركيا تتحمل نقصا بالاطلاقات في دجلة يبلغ 28%، اما سوريا فتطلق للعراق 200 متر مكعب بالثانية، بينما يجب ان تطلق 214 متر مكعب بالثانية، وهذا يعني ان سوريا تطلق اقل من المفترض بـ7%.
لكن عمومًا، تبلغ الاطلاقات الاجمالية للعراق حاليا والبالغة 350 متر مكعب بالثانية، اكبر بنسبة 40% من الاطلاقات التي كانت تأتي للعراق قبل الاتفاق مع الجانب التركي، لكنها بنفس الوقت، تعادل فقط نصف الكمية المتفق عليها.