“بغداد أكثر امانًا من واشنطن”.. هل قال ترامب ذلك؟ وماذا وراءه؟
تتفاعل الأوساط العراقية، منذ يوم امس الاثنين، باهتمام كبير مع تصريح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بأن “بغداد اكثر امانًا من واشنطن”، فيما شكك اخرون بحقيقة التصريح، حيث حاز التصريح على أهميته لأسباب متعددة من بينها احتمالية الدلالات التي يقصدها ترامب بذكره بغداد في الوقت الذي يراقب الطرفان شكل العلاقة الذي ستستقر عليه بغداد وواشنطن.
دلالات كبيرة أخرى وراء هذه المقارنة قد يعتقد العراقيون انها شديدة الأهمية، من بينها ان “أمريكا التي يضرب بها المثال في كونها دولة ديمقراطية واقوى دولة بالعالم”، الا ان عاصمتها اقل امانا من بغداد.
لكن بعيدا عن كل هذه التفسيرات، يوضح تصريح ترامب ان ذكر بغداد جاء في سياق ذكر المدن السيئة الأخرى عالميًا في نسبة الجريمة، ومع ذلك معدل الجريمة في واشنطن اعلى.
قال ترامب وهو يخاطب الصحفيين في مؤتمر صحفي، خلال اعلان وضع واشنطن تحت السلطة الفيدرالية بسبب ارتفاع نسبة الجريمة فيها: “انظروا إلى هذه: بغداد، مدينة بنما، برازيليا، سان خوسيه، كوستاريكا، بوغوتا، كولومبيا. مدينة مكسيكو، ليما، بيرو، كلها تسجل واشنطن أضعاف أضعاف معدل الجريمة لما هي عليه في هذه المدن، فهل ترغبون في العيش في أماكن كهذه؟ لا أعتقد ذلك وأعتقد أن الحاضرين في هذه الغرفة، لو كتبتم بشكل صحيح، لرأيتم. انظروا إلى الأرقام التي لدينا. واشنطن العاصمة ٤١ لكل ١٠٠ ألف نسمة (لجرائم القتل في عام ٢٠٢٣)، رقم واحد يمكن أن نجده في أي مكان في العالم. مدن أخرى سيئة للغاية، لكنها ليست بهذا السوء. هل هذه هي الطريقة التي تريدون العيش بها؟.
وعمومًا، تظهر إحصائيات مؤشر معدل الجريمة للمدن، ان واشنطن تأتي بالمرتبة 72 عالميًا بمعدل جريمة يبلغ 60 لكل 100 الف نسمة للنصف الأول من العام الحالي، بينما تأتي بغداد بالمرتبة 96 عالميا بمؤشر جريمة يبلغ 55 لكل 100 الف نسمة، لكن بغداد جاءت في هذه المرتبة من اصل 385 مدينة، فهناك الكثير من المدن العربية والافريقية افضل بكثير بمعدل الجريمة.
وبينما جاءت مدينة بيترماريتزبورغ، في جنوب أفريقيا بالمرتبة الأولى عالميا بمعدل الجريمة وبواقع 83 ضحية لكل 100 الف نسمة، فيما جاءت أبو ظبي العاصمة الإماراتية بالمرتبة الأخيرة 385 كأقل معدل جريمة بقيمة 11 ضحية لكل 100 الف نسمة.