تقرير استخباري: طهران تعيد ترتيب النفوذ في العراق عبر جيل جديد
بغداد – News Plus Iraq
أشار تقرير بريطاني حديث إلى ما وصفه بـ “تحوّلات في قواعد اللعبة” السياسية والأمنية لـ إيران داخل العراق. وذكر التقرير أن طهران تتخذ موقفاً يتكيف مع الضغوط الغربية والإقليمية المتزايدة، عبر نهج استراتيجي جديد يهدف إلى تعزيز اندماج قوى وشخصيات مدعومة منها في الحياة السياسية والاقتصادية للبلاد، مع تقوية قوى مسلحة أخرى في الوقت ذاته.
ووفقاً للتقرير، تلجأ طهران إلى التحوّط في رهاناتها وإعادة تقييم لسياستها الإقليمية في إطار مواجهة الولايات المتحدة وإسرائيل. وأشار إلى أن هذا التحول قد عُكس جزئياً في موقف بعض الفصائل العراقية التي نأت بنفسها عن المشاركة في الصراع الإيراني الإسرائيلي الأخير، استجابة لدعوات طهران لضبط النفس وضغط من الإطار التنسيقي ورئيس الوزراء محمد شياع السوداني.
وكشف التقرير أن الانقسامات داخل “البيت الشيعي” تفاقمت بسبب حملة السوداني الواضحة لتعزيز استقلاليته والسعي للحصول على ولاية ثانية دون الاعتماد على الشخصيات القوية المتحالفة مع إيران.
وأوضح التقرير أن الحرس الثوري الإيراني فتح خطوط اتصال غير رسمية مع فصائل شيعية مسلحة مختارة، بهدف استكشاف سيناريوهات لبعض هذه الجماعات للابتعاد عن تركيزها على “المقاومة” والانخراط الكامل في العملية السياسية بـ “وجوه جديدة” مقبولة لدى الجمهور العراقي.
ووصف التقرير هذه المناورة بأنها “مسار مزدوج” يهدف إلى تأسيس نفوذ طويل الأمد داخل مؤسسات الدولة بتكلفة أقل وعوائد سياسية أكبر، لتجنب اعتبارها قوة خارجية متسلطة. ويتمثل هذا المسار في:
-
تشجيع بعض الجماعات المسلحة على التحول إلى الساحة السياسية.
-
تعزيز سلطة شركاء آخرين استعداداً لتصعيد إقليمي محتمل.
وأكد التقرير أن هذه الإستراتيجية توفر لإيران هامش مناورة أوسع وتجنب الاعتماد المفرط على جهة فاعلة واحدة. وختم بالقول إن صناديق الاقتراع ستكشف ما إذا كانت المناورة الإيرانية الجديدة ستؤتي ثمارها أو ما إذا كانت الموجة بدأت تتحول فعلاً ضد النفوذ الإيراني.