واشنطن وطهران تتحركان بهدوء للسيطرة على مسار الانتخابات العراقية

بغداد – News Plus Iraq

كشفت شبكة فرانس 24 في تقريرٍ جديد أن إيران والولايات المتحدة تخوضان تحركات موازية ومتصاعدة داخل العراق قبيل الانتخابات البرلمانية المقبلة، في محاولة من كل طرف لتثبيت نفوذه السياسي والاقتصادي واستخدام المشهد الانتخابي كساحة صراع غير مباشر.

وذكرت الشبكة، وفق ترجمة بغداد اليوم، أن إيران تراهن على نتائج الانتخابات للحفاظ على نفوذها الإقليمي وتأمين مواردها من العملة الصعبة عبر مبيعات النفط التي تمرّ عبر العراق رغم العقوبات الأميركية، مشيرةً إلى أن “فوز حلفائها سيضمن لها البقاء في مراكز صنع القرار داخل بغداد”.

ونقلت الشبكة عن وكالة فرانس برس قولها إن عدداً من المحللين العراقيين، بينهم إحسان الشمري، يرون أن “الولايات المتحدة هذه المرة لن تسمح باستمرار ميزان النفوذ الحالي، بعد سنوات من التساهل مع السلوك العراقي المتوازن بين واشنطن وطهران”.

وأورد التقرير أن مركز “تشاتام هاوس” الأميركي توقع أن تكون نسبة المشاركة في الانتخابات المقبلة الأدنى منذ 2003، لافتاً إلى أن “العراقيين لم يعودوا يرون في صناديق الاقتراع وسيلة فعالة للتأثير على السياسة، بل مجرد إجراء تمثيلي بلا أثر ملموس”.

وأشار التقرير إلى أن التأثير الأميركي في العراق بدأ يتصاعد على حساب الإيراني، في ظل “رغبة واضحة لدى واشنطن في إعادة تشكيل المشهد السياسي بما يقلل من نفوذ طهران”، وهو ما أكده مستشار رئيس الوزراء السابق إبراهيم الصميدعي في حديثه للشبكة.

كما نقلت الشبكة عن مركز RUSI البريطاني للبحوث أن الولايات المتحدة تتوقع من رئيس الوزراء المقبل اتخاذ خطوات فعلية لتقليص النفوذ الإيراني، “بغضّ النظر عن هوية الفائز في الانتخابات”.

وفي ختام التقرير، أكدت فرانس 24 أن تحركات المبعوث الأميركي إلى العراق مارك سفايا تأتي في سياق هذه الإستراتيجية الأميركية، الهادفة إلى ضبط توازن النفوذ الإقليمي داخل بغداد ومنع استخدام الأراضي العراقية كمنفذ اقتصادي لإيران.