جدل واسع في العراق بعد كشف وزير الدفاع عن تحذير أميركي للفصائل المسلحة

بغداد — News Plus Iraq

أثار تصريح وزير الدفاع العراقي ثابت العباسي، حول تحذير تلقّاه من وزير الحرب الأميركي بيت هيغسيث بشأن “مغبة تعرّض الفصائل المسلحة للقوات الأميركية خلال عملياتها في المنطقة”، جدلاً واسعاً في الأوساط السياسية والإعلامية العراقية.

وأوضح العباسي أن هيغسيث لم يفصح عن تفاصيل العمليات التي تحدّث عنها خلال الاتصال الهاتفي، فيما اعتبر مستشار حكومي أن التحذير “لا يحمل تهديداً مباشراً”، بل “رسالة شديدة اللهجة تهدف إلى منع أي تحرك قد يربك المشهد الأمني والسياسي قبيل الانتخابات المقبلة”.

وقال المستشار عائد الهلالي إن الموقف الرسمي العراقي يسعى لتحقيق توازن دقيق بين واشنطن والفصائل المسلحة، مؤكداً أن الهدنة بين الجانبين لم تنتهِ بعد لكنها تمرّ بمرحلة “تجميد متوتر”، في ظلّ ضغوط أميركية تهدف إلى تحجيم دور الفصائل في الحكومة المقبلة.

في المقابل، أعرب الخبير السياسي حيدر البرزنجي عن “صدمته” من التصريح، معتبراً أنه “يكشف عن محاولة أميركية لفرض إملاءات على العراق وانتهاك سيادته”، مطالباً الوزير بـ”الرد الحازم على أي خطاب لا يحترم سيادة البلاد”.

وتتزامن هذه التطورات مع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية العراقية، ومع استمرار التوتر في المنطقة على خلفية الضربات الأميركية والإسرائيلية ضد فصائل محسوبة على محور المقاومة.

وفي قراءة إيرانية للتصريحات، رأت أوساط في طهران أن التحذير الأميركي رسالة غير مباشرة إلى الجمهورية الإسلامية وحلفائها، وسط توقعات بأن العمليات المرتقبة قد تمتد إلى لبنان أو سوريا دون أن تشمل الأراضي الإيرانية مباشرة.

ويرى خبراء في الشأن الإقليمي أن التصعيد الأخير يعكس تغيّراً في قواعد الاشتباك الأميركية والإسرائيلية، في وقت تحاول فيه واشنطن تقييد النفوذ الإيراني في العراق وإعادة ترتيب المشهد السياسي قبل الانتخابات، وسط تحذيرات من أن أي مواجهة جديدة قد تجرّ المنطقة إلى طور جديد من الصراع المفتوح.