تشاتهام هاوس: السوداني مرشح للفوز انتخابياً… لكن بقاءه في رئاسة الحكومة يتوقف على صفقات ما بعد الاقتراع

لندن — News Plus Iraq

رجّح تقرير صادر عن معهد “تشاتهام هاوس” البريطاني أن يحقق رئيس الوزراء محمد شياع السوداني فوزاً انتخابياً مهماً في اقتراع 11 تشرين الثاني/نوفمبر المقبل، إلا أن الفوز بالتصويت لا يعني بالضرورة احتفاظه بالسلطة، باعتبار أن منصب رئاسة الوزراء في العراق يُحسم عبر تفاهمات ما بعد الانتخابات بين القوى السياسية، لا عبر صناديق الاقتراع.

وأشار التقرير إلى أن نسبة الإقبال الشعبي يُتوقَّع أن تكون متدنية بفعل الإحباط من غياب التغيير خلال عقدين من الديمقراطية، بينما تبقى المنافسة الحقيقية بين النخب على تقاسم النفوذ والسلطة، في سياق ما وصفه رئيس وزراء سابق بأنه “انتخابات المليارديرات” القائمة على شراء النفوذ أكثر من الشعبية.

وأوضح التقرير أن الائتلاف التنسيقي الحاكم مرشح للاحتفاظ بموقعه ضمن حكومة توافقية تضم القوى الكردية والسنية، فيما قد لا يتمكن السوداني من العودة إلى رئاسة الوزراء رغم تصدر قائمته النتائج، انسجاماً مع ما جرى في جميع دورات ما بعد 2003.

وأكد التقرير أن الانتخابات تُستخدم عملياً كأداة لإعادة توزيع السلطة بين النخب، لا كمحطة لمحاسبة الحكومات، وسط تراجع المشاركة الشعبية من 80% عام 2005 إلى معدلات منخفضة تعكس فقدان الثقة في أن التصويت يغير من يحكم أو كيف يُحكم.

ويرى التقرير أن استمرار هذا المسار من دون إصلاحات بنيوية — تشمل ضبط تمويل الحملات، وتحصين المفوضية، وتفعيل رقابة البرلمان، وتعديل آليات توزيع المقاعد — سيكرّس نمط الانتخابات كساحة مغلقة لإعادة ترتيب السلطة داخل النظام، لا كأداة لمساءلة السلطة من خارجها.