كمين النخيب يعيد القلق من نشاط فلول داعش في الصحراء الغربية
تحليلات — News Plus Iraq
قُتل راعيان من أهالي النجف وأُحرقت جثتاهما في صحراء شبوان غرب النخيب، في حادث أعاد المخاوف من قدرة خلايا داعش على الحركة داخل المناطق النائية الممتدة بين الأنبار وكربلاء، رغم سنوات من الهدوء النسبي.
التحقيقات الأولية، بحسب قائم مقام الرطبة عماد الدليمي، ترجّح ضلوع عناصر التنظيم في الجريمة، مشيراً إلى أن أسلوب التنفيذ يحمل دلالة على “محاولة لإثبات الوجود بعد سلسلة هزائم”، فيما أكد أن قتل رعاة عزّل “يعكس ضعف القدرة العملياتية للتنظيم”.
الخبير الأمني صادق عبد الله أوضح لـ«بغداد اليوم» أن المؤشرات الميدانية تدل على نشاط متقطع لفلول داعش داخل الفراغات الصحراوية، مستفيدين من المسافات الواسعة بين نقاط التفتيش وضعف المراقبة الجوية. وأشار إلى ضرورة اعتماد خطوط حمراء للحركة المدنية داخل تلك المناطق إلى حين سد الثغرات الأمنية.
في المقابل، انتقدت أطراف محلية بطء التحرك الميداني، معتبرة أن الاعتماد على رد الفعل بدلاً من الانتشار الوقائي يسمح بتكرار الحوادث، فيما كشف الدليمي عن مقترح لتسيير دوريات عشائرية بالتنسيق مع القوات الأمنية لتمشيط المنطقة.
قيادة العمليات المشتركة أعلنت فتح تحقيق عاجل ضمن قاطع مسؤولية لواء المشاة 18، مؤكدة استمرار الملاحقة للوصول إلى الجناة، بعد تسجيل احتراق عجلتين للماء إلى جانب مقتل الراعيين.
ويرى مراقبون أن الحادث يعكس خللاً أعمق في إدارة الملف الصحراوي، إذ تتقاطع مسؤوليات ثلاث قيادات عسكرية هناك، مع غياب مراكز تموين ثابتة وضعف الربط بين القطعات، ما يتيح لداعش المناورة بين “المناطق الرمادية” جغرافياً وإدارياً.
وتتزامن هذه التطورات مع تحذيرات من خبراء بضرورة رفع مستوى التنسيق بين القوات الاتحادية والبيشمركة، خصوصاً بعد تزايد إشارات على نشاط للتنظيم على الشريط الحدودي. ويؤكد مختصون أن خلايا داعش باتت تلجأ لعمليات صغيرة ومنخفضة الكلفة، لكنها تحدث تأثيراً نفسياً كبيراً يعيد التذكير بوجودها.
الحادث، وفق قراءات أمنية، يشير إلى أن الخطر لم ينتهِ، بل تغيّر شكل حضوره من هجمات واسعة إلى ضربات رمزية تستغل الثغرات. الفجوات الصحراوية ما زالت قائمة، ورعاة النخيب دفعوا ثمنها دمًا.