نيوز بلاس العراق

مجلس الأمن يشيد بالانتخابات السورية ويدعو لرفع العقوبات ودمشق تتعهد بمحاربة الإرهاب والمخدرات

0

شهدت جلسة مجلس الأمن الدولي في ولاية نيويورك الأميركية، مساء اليوم الأربعاء، نقاشاً موسعاً حول آخر التطورات في سوريا، وسط إجماع دولي على دعم الاستقرار السياسي والاقتصادي في البلاد، ودعوات لتخفيف العقوبات الدولية المفروضة على دمشق.

وأكد مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة إبراهيم علبي، في كلمته أمام المجلس، أن “سوريا اليوم حاضرة وفاعلة تنصت وتحاور وتقرر، والانتخابات الأخيرة جسدت فرصة حقيقية للمشاركة السياسية بعد عقود من الانغلاق، وجرى تصميمها لتناسب الواقع الموروث من حقبة النظام البائد”.
وأكد أن الحكومة السورية مستمرة في مكافحة آفة المخدرات التي “استخدمها النظام البائد سابقاً لاستهداف شعوب المنطقة”، لافتاً إلى أن بلاده تواصل التعاون الدولي والإقليمي في مكافحة الإرهاب، ما يعكس التزام دمشق “بألا تكون مصدر تهديد لأي دولة في العالم”.
وأضاف علبي أن أكثر من مليون لاجئ عادوا إلى سوريا خلال الأشهر الماضية، في “رسالة ثقة بجهود الحكومة وإنجازاتها”، مؤكداً أن دمشق “لن تفرّط في هذه المكاسب الإنسانية”.
وشدد على أنه حتى تكون عودة اللاجئين مستدامة، ينبغي على المجتمع الدولي دعم سوريا وشعبها بشراكة حقيقية، ووضع حدّ “للاعتداءات الإسرائيلية المزعزعة للاستقرار في المنطقة”.
من جانبها، أكدت نائبة المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا، نجاة رشدي، أن انتخابات مجلس الشعب جرت في بيئة منظمة وسليمة، مشددة على ضرورة رفع العقوبات بشكل أوسع وأسرع لإتاحة الفرصة أمام المرحلة الانتقالية للنجاح.
فيما قال المندوب الأميركي مايك والتز، إن أمام سوريا “فرصة تاريخية لبناء مجتمع مستقر وذي سيادة”، مرحباً بجهود دمشق في تعزيز علاقاتها مع جيرانها العرب.
ودعا إلى تخفيف العقوبات الأممية المفروضة على سوريا، فيما أشاد بتعاون دمشق مع منظمة حظر الأسلحة الكيمياوية.
بدوره رحّب المندوب البريطاني جيمس كاريوكي بإجراء الانتخابات الأخيرة، واصفاً إياها بأنها “حدث مهم في مسار التحول السياسي”.
فيما حث على تعزيز التعددية السياسية ودعم الحكومة السورية في المرحلة الانتقالية.
وفي مداخلات أخرى، قال المندوب الفرنسي جيروم بونافو إن تنوع الشعب السوري “هو أعظم رصيد”.
في حين شدد مندوب الجزائر عمار بن جامع على أن الاستقرار في سوريا شرط لاستقرار الشرق الأوسط، مؤكداً دعم بلاده لوحدة وسيادة الأراضي السورية، ومديناً العمليات العسكرية الإسرائيلية.
أما مندوبة الدنمارك فأشارت إلى أن بلادها ترحب بانتخابات مجلس الشعب وتحث دمشق على مواصلة الحوار مع المجتمع المدني، معتبرة أن العدالة الانتقالية والمساءلة أساس لتحقيق التقدم المستدام.
وأكد مندوب كوريا دعمه لوحدة وسلامة الأراضي السورية، داعياً إلى رفع العقوبات الدولية وتعزيز التنمية.
إلى ذلك، اعتبر مندوب باكستان أن الانتخابات تمثل “خطوة مهمة في الانتقال السياسي”، مشيداً بـ جهود إعادة الإعمار ومديناً الاعتداءات الإسرائيلية.
كما أكد مندوب روسيا فاسيلي نيبينزيا على أن سوريا “بحاجة إلى دعم المجتمع الدولي”، مشدداً على أن موسكو “مستمرة في العمل لتحقيق السلام وتعزيز التعاون مع دمشق في مجالات الطاقة والتعليم والصحة، وعلى إسرائيل إلى وقف اعتداءاتها المتكررة”.
وقال مندوب تركيا في مجلس الأمن أحمد يلدز إن انخراط سوريا في المجتمع الدولي يتقدم بخطى ثابتة، موضحاً أن العملية السياسية “تتحرك خطوة بخطوة متمثلة بانتخابات مجلس الشعب الأخيرة التي عكست التزام الحكومة السورية بحوار وطني شامل”.
وأضاف أن أنقرة “تدعم كل الجهود الهادفة لصون وحدة وسلامة الأراضي السورية”، مطالباً بـ”انسحاب إسرائيل من الأراضي السورية المحتلة”.
وتُعد هذه الجلسة الأولى لمجلس الأمن بعد زيارة الرئيس السوري أحمد الشرع إلى نيويورك، والتي أجرى خلالها لقاءات رفيعة المستوى مع مسؤولين أمميين.
ويأتي الاجتماع في ظل تزايد الانفتاح العربي والدولي على دمشق، وتصاعد الدعوات الأممية لدعم الحكومة السورية في جهودها لإعادة الإعمار وتعزيز الاستقرار الإقليمي.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.