لعبة “اللودو” تتحوّل إلى مقامرة رقمية داخل البيوت العراقية
بغداد — News Plus Iraq
لم تعد لعبة “اللودو” وسيلة تسلية بريئة على الهواتف، إذ تحولت لدى شريحة من المراهقين والشباب إلى مساحة رهانات مالية وعلاقات مشبوهة، ما دفع عائلات وأخصائيين للتحذير من تحولها إلى بوابة للقمار والإدمان داخل منازل لا تعتقد أن أبناءها يغادرون غرفهم أصلاً.
قصة أمية عزيز (42 عاماً) تختصر الظاهرة؛ فقد لاحظت تضاعف مصروف ابنتها آمنة، رغم بقائها في المنزل طوال العطلة، لتكتشف لاحقاً أن الأموال تُنفق على بطاقات شحن للمراهنة داخل لعبة اللودو مع زميلات المدرسة، دون إدراك لخطورة الدخول في سلوك المقامرة في هذا العمر.
الرهانات لم تعد تقتصر على الصغار؛ إذ يقول الشاب حيدر الشمري (25 عاماً) إن لعبه بدأ كتسلية وانتهى بخسارة بين 5 و7 ملايين دينار، موضحاً أن “الغرف الخاصة تُفتح مقابل دفع مال، والمراهنات تبدأ بعشرات الآلاف وتصل إلى مئة دولار في الجولة الواحدة”.
أخصائيون يؤكدون أن المشكلة ليست في اللعبة نفسها، بل في استخدامها كمنصة للقمار والعلاقات المنفلتة.
المعالج النفسي محمد الزركاني يحذّر من “آثار سلوكية وعدائية وإدمانية تُغذّيها اللعبة حين تقترن بالرهان”، فيما يكشف خبراء أمنيون عن جرائم وقعت بسببها، بينها قتل زوجة عام 2023 على خلفية خلاف داخل اللعبة.
الخبير التقني عثمان أكرم يوضح أن “اللعبة بحد ذاتها محايدة، لكن المستخدمين هم من يحولونها لساحة مراهنات”، مؤكداً أن الإدمان المالي والنفسي بات الخطر الأكبر.
أما دينياً، فيقول الشيخ علي السعيدي إن “الرِّهان داخل اللعبة محرّم باتفاق المذاهب، والمرجعية تفتي بوجوب تركها إذا اقترنت بالقمار، والأحوط تركها حتى بلا رهان إذا شكلت مفسدة”.
ورغم الانتقادات، يرى جزء من الشباب مثل الطالبة ريام سعد أن اللعبة “منصة تواصل مسلية إذا مورست باعتدال دون انزلاق للمقامرة”.
تتزامن هذه الظاهرة مع توسع سوق الألعاب الإلكترونية في العراق، إذ نظمت وزارة الشباب معرض ألعاب رقمية بالتعاون مع هيئة الإعلام والاتصالات لجذب الاستثمار في القطاع، فيما يستمر الجدل المجتمعي حول الحاجة إلى ضوابط ورقابة على هذا النوع من الترفيه الذي أصبح جزءاً من الحياة اليومية، لكنه قد يفتح باباً مكلفاً لا يُنتبه له إلا بعد فوات الأوان.