نيوز بلاس العراق

بعد التلويح الإيراني.. ماذا لو أغلقت طهران مضيق هرمز؟

0

مع استمرار المواجهات بين إيران وإسرائيل فإن احتمال تصاعدها ليشمل استهداف المنشآت الاقتصادية وارد جدا، وخاصة فيما يتعلق بالمنشآت النفط والغاز في منطقة الخليج التي تعد أغنى مناطق العالم في إنتاج الطاقة، وتعيد مضيق هرمز -أهم ممر بحري للطاقة في العالم- إلى الواجهة.
في ضربتها الأولى الجمعة لم تستهدف الغارات الإسرائيلية منشآت النفط، مما ساهم جزئيا في تهدئة الأسواق مؤقتا. ولكن وسائل إعلام إيرانية ذكرت أمس أن حريقا اندلع في حقل بارس الجنوبي للغاز بمحافظة بوشهر (جنوب البلاد) إثر ضربة إسرائيلية للبنية التحتية للطاقة.

ويقع الحقل على الخليج العربي قرب الحدود البحرية مع قطر. وأدى الهجوم إلى اندلاع حريق واسع في المرحلة الرابعة من مصفاة بارس، بحسب ما أظهرته مقاطع فيديو نُشرت على منصات محلية.

وتحدثت وكالة تسنيم الإيرانية عن الهجوم على حقل بارس الجنوبي، مشيرة إلى أنه اندلع في إحدى الوحدات الأربع بالمرحلة 14 من الحقل، مما تسبب في توقف إنتاج 12 مليون متر مكعب من الغاز مؤقتا من منصة المرحلة 14 من حقل بارس الجنوبي، وذلك حتى عودة هذه المرحلة من المصفاة إلى العمل.

وبعدها بساعات أعلنت وزارة النفط الإيرانية السيطرة على الحريق بحقل بارس ومصفاة فجر جم جنوب غربي البلاد.

وهذه أول مرة تستهدف فيها إسرائيل المنطقة الجنوبية من إيران المحاذية للخليج، في إشارة لمستوى جديد من التصعيد في الحرب التي بدأتها إسرائيل منذ الجمعة على إيران.

تلويح إيراني
ونقلت وكالة الجمهورية الإسلامية الإيرانية للأنباء، عن إسماعيل كوثري عضو لجنة الأمن في البرلمان، أن إيران تدرس بجدية إغلاق مضيق هرمز الإستراتيجي.

ويعد مضيق هرمز، الواقع بين عُمان وإيران، أهم بوابة لشحن النفط في العالم، حيث يمر عبره معظم نفط المنطقة إلى العالم، بالإضافة إلى كميات كبيرة من الغاز الطبيعي المسال.

ومضيق هرمز طريق ملاحي ضيق في منطقة الخليج، يشكل منفذ نفطه إلى العالم الخارجي، ويُلقّب بشريان الحياة للعالم الصناعي، ويعبر منه ثلثا الإنتاج النفطي الذي يستهلكه العالم.

وقد ظل هذا المضيق الإستراتيجي عبر التاريخ محط صراعات دولية، وسبق إيقاف تصدير النفط منه إلى أميركا والدول الأوروبية لدعمها إسرائيل في حرب 1973، وهو يشكل نقطة محورية للتوترات الدولية بين طهران والغرب.

وسبق أن هددت إيران بإغلاق مضيق هرمز أمام حركة الملاحة ردا على الضغوط الغربية. وحذر خبراء من أن أي إغلاق للمضيق قد يقيد حركة التجارة ويؤثر على أسعار النفط العالمية.

أهم شريان نفطي
*يقع مضيق هرمز بين عُمان وإيران ويربط بين الخليج العربي شمالا وخليج عُمان وبحر العرب جنوبا.
*يبلغ اتساعه 33 كيلومترا عند أضيق نقطة، ولا يتجاوز عرض ممري الدخول والخروج فيه 3 كيلومترات في كلا الاتجاهين.
*يمر عبر المضيق نحو خمس إجمالي استهلاك العالم من النفط، أي ما يقرب من 20 مليون برميل يوميا من النفط والمكثفات والوقود.
*وتصدر كل من السعودية وإيران والإمارات والكويت والعراق، الأعضاء في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) معظم نفطهم الخام عبر المضيق، لا سيما إلى آسيا.
*وتسعى الإمارات والسعودية إلى إيجاد طرق أخرى لتفادي عبور المضيق.
*تنقل قطر، أكبر مصدر للغاز الطبيعي المسال في العالم، كل غازها الطبيعي المسال تقريبا عبر المضيق، وهو ما يمثل نحو ربع استخدام الغاز الطبيعي المسال عالميا.

بدائل مضيق هرمز لتصدير النفط
*خط شرق غرب السعودي الذي ينقل نفط السعودية من المنطقة الشرقية إلى ميناء ينبع في البحر الأحمر(غربي السعودية).
*خط حبشان الفجيرة الذي ينقل النفط الإماراتي لميناء الفجيرة في خليج عُمان خارج مضيق هرمز.

ذكرت إدارة معلومات الطاقة الأميركية في يونيو/حزيران العام الماضي إن نحو 2.6 مليون برميل يوميا من طاقة خطوط الأنابيب الإماراتية والسعودية غير المستغلة قد تكون بديلا لمضيق هرمز.

ولن تساعد البدائل إلا بنسبة ضئيلة في تلافي تبعات إغلاق مضيق هرمز، لأن حجم استيعابهما لكميات النفط المصدر محدودة، كما أن احتمال دخول جماعة الحوثي اليمنية على خط الأزمة قد يدفعهم لإغلاق باب المندب عند المدخل الجنوبي للبحر الأحمر، مما يجعل وصول النفط الخليجي إلى آسيا شبه مستحيل.

هذه الإجراءات لن تضر إسرائيل بشكل مباشر وإنما ستضر أميركا والدول الغربية من خلال رفع أسعار الطاقة بشكل صاروخي.

رد إيرانية أخرى
وإذا استهدفت إسرائيل مواقع النفط والغاز الإيرانية، قد تعمد طهران لاستهداف منشآت إسرائيل النفطية، أبرزها:

مصفاة حيفا في الشمال.
مصفاة أسدود في الوسط.
منصات الغاز البحرية الإسرائيلية مثل تمار وليفياثان وكريش.

وهو ما سيشكل ضربة قوية بإسرائيل واقتصادها المثقل جراء الحرب التي تشنها على غزة منذ 20 شهرا.

وقد تعمد إيران لاستهدف المنشآت النفطية في دول الخليج من باب تعطيل تصدير النفط من جميع دول المنطقة جراء توقف تصدير النفط الإيراني.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.