من العراق.. تركيا تعد قانوناً لاستقبال “العمال الكوردستاني”
نيوز بلس عراق- أنقرة
شرعت السلطات التركية على إعداد قانون يسمح للآلاف من مقاتلي حزب العمال الكوردستاني والمدنيين بالعودة إلى ديارهم من مخابئ في مناطق العراق الشمالية ضمن خطة السلام.
وفي هذا الصدد، ذكر مسؤول كبير في الشرق الأوسط ومصدر في حزب سياسي كوردي في تركيا أن القانون المقترح سيحمي العائدين إلى ديارهم، لكنه لا يشمل منح عفو عام عن الجرائم التي ارتكبها المسلحون السابقون، ويمكن بموجب هذه الخطط إرسال بعض قادة المسلحين إلى دول ثالثة، بحسب وكالة “رويترز”.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قال أول أمس الأربعاء إن بلاده دخلت “مرحلة جديدة” في جهود إنهاء عنف العناصر المسلحة الكوردية، مشيراً إلى انفتاحه على فكرة منح زعيم حزب العمال الكوردستاني المسجون عبد الله أوجلان فرصة لإلقاء كلمة في البرلمان.
وأضاف أردوغان أنه أجرى الأسبوع الماضي محادثات “بناءة للغاية” مع قادة حزب المساواة والديمقراطية للشعوب المؤيد للكورد الأسبوع الماضي، الذين طرحوا فكرة إلقاء أوجلان لكلمة أمام لجنة برلمانية تناقش نزع سلاح حزب العمال الكوردستاني، ودعا كل الأطراف إلى المشاركة.
وقد تشير هذه التصريحات إلى تواصل محتمل مع أوجلان المسجون منذ 1999، لكنه لعب دوراً رئيساً في حث حزب العمال الكوردستاني على نزع السلاح وحل نفسه، وهي خطوات أعلن عنها في وقت سابق من هذا العام.
وحمل حزب العمال الكردستاني السلاح ضد الدولة التركية في 1984، وفي 2015، انهارت مبادرة سلام سابقة، ما أدى إلى تجدد أعمال العنف التي يسقط فيها قتلى في جنوب شرق تركيا، ولم تكشف الحكومة حتى الآن عن إطار عمل واضح للجهود الحالية.
وجاءت تصريحات أردوغان بعد يوم من قول دولت بهجلي، وهو حليف قومي للرئيس، إنه سيكون “من المفيد” إطلاق سراح صلاح الدين دمرداش زعيم حزب الشعوب الديمقراطي السابق المؤيد للكورد المسجون منذ 2016.
وكان القيادي في حزب العمال الكوردستاني بمنطقة قنديل، دفريم بالو، طالب في 26 تشرين الأول/ أكتوبر 2025 بالإفراج عن الزعيم التاريخي عبد الله أوجلان لنجاح عملية السلام مع أنقرة، وذلك على هامش حفل أعلن فيه الحزب سحب جميع قواته من تركيا إلى الأراضي العراقية.
وأعلن حزب العمال الكوردستاني حل نفسه في أيار/ مايو 2024، استجابة لدعوة مؤسسه عبد الله أوجلان، بعد أكثر من أربعة عقود من القتال ضد القوات التركية، خلف نحو 50 ألف قتيل، وذلك عقب محادثات مع السلطات التركية جرت عبر حزب المساواة وديمقراطية الشعوب في تشرين الأول/ أكتوبر 2024.
وفي تموز/ يوليو الماضي، نظم مقاتلو الحزب مراسم لإلقاء السلاح في السليمانية، حيث أحرق 30 مقاتلاً، بينهم أربعة قياديين، أسلحتهم في خطوة وصفها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بأنها “مهمة نحو تركيا خالية من الإرهاب”.
وتعمل لجنة برلمانية تركية حالياً على وضع الإطار القانوني لعملية السلام، بما يشمل انتقال الحزب إلى العمل السياسي وتحديد مصير أوجلان المسجون منذ عام 1999، في وقت تترقب فيه الأوساط الكوردية لقاءً مرتقباً بين وفد من حزب المساواة والرئيس أردوغان، تمهيداً لمحادثات جديدة حول إطلاق سراح أوجلان وإطلاق عملية سياسية تتيح تسوية شاملة للقضية الكوردية في تركيا.