“دويتشه فيله” تتساءل: هل يترجم “التفاؤل العراقي” والاستقرار في صناديق الاقتراع؟

بغداد – News Plus Iraq

في ظل تعايش العراقيين مع أطول فترة استقرار يشهدونها منذ أكثر من عقدين، تتزايد التساؤلات حول ما إذا كانت الأجواء الإيجابية الحالية ستُترجم إلى تغيير حقيقي في الانتخابات المقبلة، وهل ستؤثر على نسبة الإقبال على صناديق الاقتراع.

وأشار موقع “دويتشه فيله” الألماني، في تقرير له، إلى نتائج استطلاع لمؤسسة “غالوب” الأميركية، أظهرت أن ثقة العراقيين في المؤسسات السياسية والوطنية بلغت مستويات قياسية، حيث أعرب 55% عن ثقتهم في الحكومة، وهو ما وُصف بـ “الاستثنائي” في المنطقة.

كما نقل التقرير عن مسؤولين أمميين قولهم إن العراق اليوم “أكثر أمناً واستقراراً وانفتاحاً” مما كان عليه قبل سنوات. وأكد مواطنون أنهم يشهدون تحسناً في الخدمات، مثل تسجيل السيارات والحصول على جوازات السفر، ما دفع البعض ممن قاطعوا التصويت منذ عام 2005 إلى التفكير في المشاركة مجدداً بسبب الأداء الحالي للحكومة ورئيسها محمد شياع السوداني.

ومع ذلك، تساءل التقرير عن كيفية انعكاس هذا التفاؤل على الإقبال الانتخابي، خاصة وأن نسبة المشاركة كانت تتراجع بشكل مستمر في السنوات الماضية. وحذر باحثون من أن الإقبال قد يكون الأدنى تاريخياً بعد عام 2003، ما يمثل مشكلة خطيرة لـ شرعية العملية الديمقراطية.

وفي تحليل للواقع السياسي، أشار باحثون إلى أن العديد من العراقيين يدركون أن نتائج التصويت لا تحدد بشكل مباشر تشكيل الحكومة القادمة. فالانتخابات تُعد بمثابة وسيلة للنخب لإعادة التفاوض على مواقفها وحصصها في الدولة، حيث تُستخدم المقاعد الفائزة كـ “أوراق مساومة” في مفاوضات تشكيل الحكومة التي تستمر لشهور، ما يعني أن رئيس الحكومة قد لا يتم اختياره مجدداً حتى لو حقق فوزاً كبيراً في الأصوات.