نيوز بلاس العراق

شبكات متنفذة تمسك بمفاصل الدولة… “ذا أتلانتك”: العراق نحو اختبار أخير بعد الانتخابات

0

بغداد — News Plus Iraq

 

كشفت مجلة “ذا أتلانتك” الأمريكية، في تقرير موسّع اطلعت عليه News Plus Iraq باللغتين العربية والإنكليزية، عن معطيات وصفتها بـ”الخطيرة” حول نفوذ شبكات سياسية ــ اقتصادية مدعومة خارجياً تهيمن على مفاصل الدولة العراقية، وتحول دون أي إصلاح سياسي أو مؤسسي فعلي.

وبحسب التقرير، تمكّن العراق خلال الأعوام الأخيرة من الخروج من دائرة العناوين الأمنية الساخنة في الشرق الأوسط، إذ تحوّلت بغداد من بؤرة تفجيرات واشتباكات طائفية إلى مدينة تشيّد فيها أبراج جديدة وتُشغّل جسور لتخفيف الاختناقات، لكن هذا الهدوء – وفق المجلة – “ليس حالة استقرار حقيقية بل هدوء مشتَرَى بالرواتب والنفط”.

آخر شريان لإيران… وذراعها الاقتصادية

يحذر التقرير من أن العراق أصبح اليوم آخر حليف اقتصادي حقيقي لطهران بعد الضربات التي تلقتها إيران من أميركا وإسرائيل وانهيار شبكاتها في المنطقة، ما جعل بغداد شريان حياة استراتيجي للجمهورية الإسلامية، في وقت ترى فيه واشنطن أن النفوذ الإيراني في العراق بلغ “مرحلة السيطرة الهيكلية”.

ويؤكد التقرير أن جزءاً كبيراً من العقود الحكومية والتدفقات المالية ينتهي إلى شبكات أوليغارشية وفصائل مسلحة مرتبطة بطهران، مستشهداً بعقد وزارة الاتصالات مع “شركة المهندس العامة” من دون مناقصات، وهو العقد الذي وصفته الخزانة الأميركية بأنه “واجهة تمويل للفصائل المسلحة”.

“شركة المهندس” — نسخة عراقية من الحرس الثوري

تقول ذا أتلانتك إن رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، بخلاف سلفه مصطفى الكاظمي الذي حاول المواجهة، اتجه إلى “الاحتواء عبر التمويل”، فقام بتمكين الفصائل عبر عقود الدولة، وأسس لها ذراعاً اقتصادياً منظماً — “شركة المهندس العامة” — التي اعتبرتها المجلة النسخة العراقية للحرس الثوري الإيراني.

وتضيف أن الحكومة حاولت منح عقد حصري للجيل الخامس (5G) لتحالف مرتبط بالحشد الشعبي، قبل أن توقفه المحكمة العليا لأسباب أمنية تتعلق ببنية الدولة الرقمية.

اقتصاد هش وانفجار مؤجل

رغم توظيف حكومة السوداني أكثر من مليون شخص خلال عام واحد لكبح البطالة، تحذر المجلة من أن زيادة الرواتب مقابل غياب الإصلاح المالي قد يفجر الوضع عند أول انخفاض لأسعار النفط. ونقلت عن مسؤول سابق قوله:

“لم تتوقف الاحتجاجات لأن الجميع يُدفَع لهم الآن… لكن عندما تهبط أسعار النفط، ستخرج 2019 من جديد — بشكل أشرس”.

كما استشهدت المجلة بـ”سرقة القرن” (2.5 مليار دولار) كعلامة على التحول الخطير في الفساد من “نهب أفراد” إلى “منظومات نهب محمية سياسياً”.

انتخابات بظل نفوذ السلاح

يرى التقرير أن السوداني يدخل انتخابات تشرين المقبل تحت سقف معادلة لا تسمح بتغيير حقيقي في ظل نظام مكوّناتي قائم على المحاصصة وسلاح موازٍ للدولة، معتبراً أن أي حكومة جديدة ستبقى محكومة بإرادة القوى المهيمنة ما لم يحصل ضغط خارجي أو انهيار اقتصادي داخلي.

ختام تحذيري

تخلص “ذا أتلانتك” إلى أن العقوبات الأميركية الأخيرة على “شركة المهندس” واثنين من رجال الأعمال “قد تكون نقطة انعطاف نحو مرحلة أميركية جديدة من الضغط على بنية النفوذ الإيراني داخل العراق”، وأن مرحلة ما بعد الانتخابات قد تكون اختباراً لمدى قدرة بغداد على استعادة مؤسساتها من “شبكات القوة المتغوّلة”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.