فورين بوليسي: اتفاق غزة قد يوقف الحرب لكنه مهدد بالفشل كما حدث في العراق بعد 2003
واشنطن – News Plus Iraq
رأت مجلة أميركية متخصصة في الشؤون الاستراتيجية أن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة يحمل مكاسب إنسانية واضحة بوقف القتال والمجاعة بعد عامين من الحرب، إلا أنه ليس مؤهلاً لإحداث تحول سياسي أوسع في الشرق الأوسط كما أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب، مرجحة أن يصطدم الاتفاق بالواقع الميداني ويفشل في مراحله اللاحقة.
وبحسب التحليل، فإن الاتفاق يفتقر إلى خريطة تنفيذ واقعية، ويعتمد على افتراضات سياسية غير مضمونة تشمل أطرافاً إقليمية ودولية، في ظل غياب قرارات ملزمة من مجلس الأمن أو ضمانات تنفيذ واضحة.
التقرير أشار إلى عدة عوامل تهدد مسار الاتفاق:
-
الكارثة الإنسانية في غزة وحجم الدمار الهائل الذي يتطلب استثمارات تتجاوز 50 مليار دولار لإعادة الإعمار
-
قيود الحكومة الإسرائيلية على تدفق المساعدات واستمرار الحصار
-
عدم استعداد حماس لنزع السلاح وغياب قوة عربية أو دولية قادرة على فرض الأمن
-
رفض إسرائيل عودة أية قوة فلسطينية مسلحة أو تولي شرطة محلية بصلاحيات مستقلة
وقارن التحليل الوضع الراهن في غزة بتجربة العراق بعد 2003، مشيراً إلى أن غياب الأمن والحوكمة سيجعل أي نظام جديد بلا شرعية وبلا قدرة على إدارة القطاع، الأمر الذي قد يحول غزة إلى ساحة لعنف منخفض الوتيرة، وانهيار اقتصادي، وتمرد مسلح متجدد، بدلاً من نقلها إلى مرحلة “شرق أوسط جديد” كما يروّج البيت الأبيض.
كما حذر التقرير من أن أي فشل في غزة — أو توجه إسرائيلي نحو ضم الضفة الغربية — قد ينسف ترتيبات الانفتاح العربي الإسرائيلي ويعيد المنطقة إلى حالة صدام إقليمي مفتوح.
وبالرغم من المخاطر، اعتبر التحليل أن الاتفاق يظل أفضل من استمرار الحرب، لكنه يحتاج حتى ينجو إلى مراجعة جادة للفرضيات السابقة، وتعلّم الدروس من تجربة إسقاط النظام العراقي عام 2003 وفشل بناء ما بعد الحرب.