نيوز بلاس العراق

بروكينغز: على سوريا استلهام الفيدرالية العراقية لحماية الوحدة ومنع التفكك

0

دمشق — News Plus Iraq

دعا معهد “بروكينغز” الأميركي دمشق إلى استثمار ما وصفه بـ”الفرصة الثمينة للتعلّم من التجربة العراقية”، ولا سيما فيما يتعلق بالفيدرالية كصيغة لإدارة الانقسامات الداخلية والحفاظ على وحدة الدولة، محذراً من أن الاستقرار الحقيقي “لن يتحقق بالدعم الخارجي بل عبر توافق داخلي”.

وأشار التقرير إلى تزامن حدثين مفصليين: انتخاب الجمعية الوطنية السورية المكلَّفة بصياغة دستور دائم، ومرور 20 عاماً على الاستفتاء الدستوري في العراق (2005)، مؤكداً وجود تشابه عميق بين التجربتين من حيث التنوع القومي والطائفي والماضي البعثي والصدمات الأمنية والعقوبات.

ورأى التقرير أن الدستور العراقي مثّل محاولة لاستعادة السيادة عبر عملية جامعة قادها الداخل بمساندة المرجعية الدينية، وأن الفيدرالية لم تُعتمد كترف سياسي بل كضمان لبقاء الدولة ومنع التقسيم، خصوصاً بعد عقود اضطهاد للكرد.

واعتبر “بروكينغز” أن سوريا، رغم عدم خضوعها لاحتلال مباشر خلال المرحلة الانتقالية، إلا أنها تواجه ضغطاً موازياً من الفصائل الداخلية والداعمين الخارجيين، ما يجعل صياغة الدستور قضية سيادة داخلية أكثر من كونها تسوية دولية. ولفت إلى أن “الرفض المبكر للاعتراف بعيد النوروز” مثال على تجاهل رمزية التنوع التي تبني الثقة بين المكونات.

وأكد التقرير أن الفيدرالية “لم تضعف العراق ولا شجّعت الانفصال”، مستشهداً بفشل استفتاء الانفصال في إقليم كوردستان عام 2017 بفضل قوة الدستور لا بفضل السلاح، وأن النموذج وفّر إطاراً يوازن بين وحدة الدولة والتمثيل الإقليمي.

وخَلُص المعهد إلى أن سوريا، مثل العراق بعد 2003، تقف أمام اختبارٍ واحد:
هل يتم بناء نظام مركزي يعيد استنساخ الأزمة، أم نظام اتحادي يوزّع السلطة ويصنع الولاء من القاعدة لا من القمع؟

وختم بالقول إن “الدعم الدولي قد يذهب ويأتي، أما التوافق الدستوري الداخلي فهو وحده الذي يصنع الاستقرار”، مرجحاً أن تكون الفيدرالية ـ إن طُبقت بشكل صحيح ـ “الخيار الأنجع للمضي قدماً في سوريا ما بعد الحرب”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.