دراسة يابانية: خلايا غير عصبية في الدماغ تساعد على تثبيت الذكريات العاطفية طويلة الأمد

طوكيو — News Plus Iraq

أظهرت دراسة جديدة أجراها باحثون من معهد RIKEN الياباني أن الخلايا النجمية — التي كان يُعتقد لسنوات أنها مجرد خلايا مساندة للأعصاب — تلعب دورًا فعالًا في تعزيز الذكريات، خاصة تلك المرتبطة بالأحداث العاطفية القوية.

وأوضح فريق البحث أن تكرار التعرض لتجارب مشحونة عاطفيًا يحفّز الخلايا النجمية في مناطق الذاكرة مثل الحُصين واللوزة الدماغية، ما يساعد على تحويل الذكريات القصيرة إلى طويلة المدى وترسيخها فيما يسمى “بصمة الذاكرة”.

وخلال التجارب، تم ربط فئران بتجربة مزعجة في بيئة معينة، ولوحظ لاحقًا أن نشاط الخلايا النجمية ازداد عند إعادة إدخالها إلى البيئة نفسها، مقارنةً بالتجربة الأولى، مما يشير إلى أن هذه الخلايا تتفاعل بقوة لدى تكرار التعرض للمؤثرات.

وقال عالم الأعصاب جون ناغاي من المعهد:

“من خلال مراقبة الخلايا النجمية نستطيع للمرة الأولى رؤية كيف يقرر الدماغ أي الذكريات تبقى طويلاً. هذه الآلية تجيب عن سؤال جوهري في علم الدماغ”.

كما أظهرت تقنيات التصوير الحديثة أن مجموعات مختلفة من الخلايا النجمية تنظم إشارات “الخطر” و”الأمان” في الدماغ، ما يساعد الجهاز العصبي على التكيّف مع الظروف المتكررة، ويُفسّر لماذا تبقى الذكريات العاطفية والأحداث الصادمة حاضرة بقوة مقارنة بغيرها.

ويرى العلماء أنه في حال فهم طريقة التحكم بنشاط الخلايا النجمية، فقد يفتح ذلك الباب أمام علاجات جديدة لاضطرابات الذاكرة، خصوصاً في حالات ما بعد الصدمة أو الذكريات المؤلمة المزمنة.