تحذيرات أميركية جديدة حول مستقبل النفط العراقي

بغداد – News Plus Iraq

أعاد الرئيس الأميركي دونالد ترامب الجدل حول إدارة الثروة النفطية في العراق، بعد تصريحات حذّر فيها من استمرار الفساد وضعف التنويع الاقتصادي، في وقتٍ تتصاعد فيه المؤشرات على هشاشة البنية المالية للدولة واعتمادها شبه الكامل على الإيرادات الريعية.

وقال الخبير المالي والاقتصادي صالح رشيد إن تحذيرات ترامب الأخيرة “تكشف عن حقائق ينبغي لبغداد التعامل معها بجدّية”، مشيراً إلى أن العراق، رغم امتلاكه احتياطيات ضخمة وقدرات إنتاجية عالية، لا يزال يفتقر إلى استراتيجية وطنية واضحة لاستثمار موارده النفطية وتحويلها إلى تنمية مستدامة.

وأوضح رشيد أن “غالبية الإيرادات النفطية تُستهلك في النفقات التشغيلية والرواتب، فيما يبقى البعد الاستثماري محدوداً جداً”، محذراً من أن “استمرار هذا النهج سيُبقي الاقتصاد رهينة لتقلبات أسعار النفط، ويزيد الضغط على الموازنة العامة”.

وأضاف أن “الفساد المتغلغل داخل المؤسسات حوّل جزءاً من الثروة الوطنية إلى قنوات حزبية ومصالح فئوية، ما أفقد الدولة القدرة على توجيه عائداتها نحو تحسين الخدمات والبنى التحتية”، داعياً إلى “تحويل النفط من أداة إنفاق إلى رافعة للتنمية”.

وتأتي تصريحات ترامب، خلال قمة شرم الشيخ الأخيرة، لتعيد إلى الأذهان مواقفه السابقة حين قال: “نريد السيطرة على نفط العراق”، إلا أن اللغة الأميركية تغيّرت اليوم من المطالبة بالسيطرة إلى اختبار الكفاءة. فواشنطن – بحسب مراقبين – تسعى لفرض ما تسميه “الحوكمة المشروطة”، أي ربط الدعم والاستثمار بمدى قدرة العراق على إدارة موارده بشفافية ومكافحة الفساد وتحسين بيئة الطاقة.

ويرى محللون أن التحذيرات الأميركية الأخيرة تتجاوز البعد الاقتصادي إلى صراع النفوذ بين واشنطن وبكين داخل الحقول العراقية الكبرى مثل الرميلة وغرب القرنة، حيث يتزايد الحضور الصيني في الجنوب مقابل محاولات أميركية لإعادة التموضع عبر شروط جديدة.