البصرة تواجه “نكبة مائية” هي الأخطر منذ قرن ومطالب بعقد جلسة طارئة للحكومة
البصرة – نيوز بلس عراق
تعيش محافظة البصرة وضعاً مائياً خطيراً مع دخول فصل الخريف، إذ لا تتجاوز الحصة المائية الواصلة إليها 30 متراً مكعباً في الثانية، وهو أدنى معدل يُسجل منذ مئة عام، وسط ارتفاع حاد في نسب الملوحة والتلوث في شط العرب بسبب ضعف الإطلاقات المائية من دجلة والفرات، وتحويل جزء من المياه إلى مناطق أخرى وشركات النفط.
وقال مكتب المفوضية العليا لحقوق الإنسان في البصرة إن ما يجري في المحافظة يمثل “تمييزاً واضحاً” وخللاً هيكلياً في إدارة الموارد المائية، مشيراً إلى أن “شط العرب تحوّل إلى مكب للمياه الثقيلة والمالحة الملوثة”، وطالب مجلس الوزراء بالانعقاد في البصرة فوراً لاتخاذ قرارات عاجلة لحماية حصتها المائية.
ويحذر المكتب من أن استمرار الإهمال سيؤدي إلى “عواقب وخيمة”، خاصة مع تزايد الاحتجاجات الشعبية في أقضية مثل الدير والنشوة والشافي، التي طالبت بإنقاذ المحافظة من العطش.
ويأتي هذا التحذير بعد تكرار أزمات المياه خلال الأعوام الماضية، أبرزها في صيف 2018 حين أصيب أكثر من 100 ألف مواطن بتسمم معوي نتيجة تلوث المياه، فيما تؤكد تقارير الأمم المتحدة أن اللسان الملحي القادم من الخليج بات يهدد التوازن البيئي لشط العرب.
ويرى خبراء أن الأزمة لا تقتصر على الجانب الخدمي، بل تنذر بأزمة اجتماعية واقتصادية وصحية، حيث أدت إلى نزوح آلاف العائلات من الأهوار، وتراجع الإنتاج الزراعي، وارتفاع تكاليف مياه الشرب ثلاثة أضعاف في بعض المناطق.
أما على المستوى الإقليمي، فيحمّل مختصون دول المنبع، خصوصاً تركيا وإيران، جزءاً من المسؤولية بسبب مشاريع السدود وتحويل مسارات الأنهر، داعين بغداد إلى تفعيل اتفاقيات تقاسم المياه الدولية وضبط التجاوزات الداخلية.
ويؤكد مراقبون أن معالجة الأزمة تتطلب إصلاحاً جذرياً في إدارة الموارد المائية، وأن تجاهل التحذيرات الحالية قد يدفع الجنوب نحو احتجاجات أوسع تعيد مشهد عام 2018 وتضع استقرار العراق على المحك.