تقرير أميركي: العراق “جائزة اقتصادية” في صراع النفوذ بين واشنطن وبكين

بغداد – نيوز بلس عراق

وصف تقرير استقصائي أميركي حديث العراق بأنه ساحة معركة حيوية وجائزة اقتصادية في إطار المنافسة الجيوسياسية متعددة الأقطاب، ولا سيما بين الولايات المتحدة والصين، اللتين تتبنيان نهجين متباينين في الاستثمار داخل البلاد.

وبحسب تقرير موقع “فير أوبزرفر” الأميركي الذي حمل عنوان “القوة تحت الرمال: النهج الاستثماري للولايات المتحدة والصين في العراق”، فإن بغداد تحاول تحقيق توازن بين نهج واشنطن القائم على الأمن والإصلاحات، ونهج بكين الذي يرتكز على الاستثمارات السريعة في البنى التحتية.

ورأى التقرير أن نجاح العراق يعتمد على قدرته في الدمج بين الكفاءة التنفيذية الصينية والدعم المؤسسي الأميركي، مع ضمان الرقابة ونقل المعرفة ومكافحة الفساد، لتحقيق تنمية مستدامة وسط صراع القوى الكبرى.

وأوضح أن العراق يتمتع بموقع جغرافي محوري يربط مناطق النفوذ الإيراني والتركي والخليجي، ويملك احتياطات نفطية ضخمة تمثل جزءاً كبيراً من قدرات منظمة “أوبك”، ما يجعله “جائزة اقتصادية” في التنافس الدولي.

وأشار التقرير إلى أن الولايات المتحدة تعتمد على نموذج الشراكات بين القطاعين العام والخاص، مع التركيز على الشفافية والإصلاحات الاقتصادية، بينما تركز الصين على التمويل الحكومي المباشر وتنفيذ المشاريع الكبرى دون شروط سياسية، وهو ما جعلها أكبر مستثمر أجنبي في العراق منذ 2015 عبر مبادرة “الحزام والطريق”.

وبيّن أن الشركات الصينية، وعلى رأسها شركة النفط الوطنية الصينية وهواوي، تتصدر الاستثمارات في قطاعات النفط والبنى التحتية والتعليم والاتصالات، فيما تراجعت حصة الشركات الأميركية إلى أقل من 2% من مشاريع الطاقة.

وأكد التقرير أن الصين تتمتع بميزة سياسية إضافية كونها لا تمتلك “تاريخاً عسكرياً مثيراً للجدل” في العراق، على عكس الولايات المتحدة، وهو ما يمنحها أفضلية في كسب الثقة الشعبية والرسمية.

وفي ختام التقرير، دعا “فير أوبزرفر” الحكومة العراقية إلى وضع استراتيجية استثمار وطنية واضحة تحقق التوازن بين المشاريع قصيرة المدى والأهداف التنموية البعيدة، مع تشكيل لجنة خاصة لمكافحة الفساد في المشاريع الأجنبية وتطبيق قانون “نقل المعرفة” لضمان استفادة الاقتصاد المحلي من الاستثمارات الدولية.