نيوز بلاس العراق

من السجن إلى المليون: قصة داوون ماثيوز الذي حوّل الرفض إلى إمبراطورية طعام متنقلة

0

هيوستن – نيوز بلس عراق
لم يكن الطريق مفروشاً بالورود أمام داوون ماثيوز، الشاب الأميركي الذي واجه أبواب العمل المغلقة بسبب سجله الجنائي، لكنه قرر أن يصنع فرصته بيده. واليوم، بعد سنوات من الكفاح، يُحقق ماثيوز أكثر من مليون دولار سنوياً من مشروعه الناجح “Goodies Soul Kitchen” في مدينة هيوستن.

ماثيوز، البالغ من العمر 32 عاماً، روى لشبكة CNBC كيف تحوّل من شاب مرفوض إلى رجل أعمال ناجح، قائلاً:

“حين يرى الناس في سجلك جناية، لا يهم ما تحمله من مؤهلات، أنت مرفوض في ذلك المجتمع.”

من الفشل إلى النهوض من جديد

وُلد داوون في فيلادلفيا في بيئة فقيرة بلا قدوة أو دعم، ومع أنه تفوّق في دراسته الثانوية، إلا أن مشادة في الجامعة قلبت حياته رأساً على عقب. أدين بتهمة “اعتداء مشدد”، قضى على إثرها ستة أشهر في السجن، قبل أن تُضاف إلى سجله تهمة قيادة تحت تأثير الكحول.

ورغم حصوله لاحقاً على شهادة جامعية في إدارة الأعمال، رفض أكثر من 200 طلب توظيف قدّمه، ليقرر في النهاية تأسيس شركته الخاصة قائلاً:

“لم يكن هناك خيار آخر سوى أن أكون رئيس نفسي.”

من التنظيف إلى العقارات.. ثم إلى شاحنة الطعام

في عام 2017، أطلق أول مشروع له باسم “Wonderful Cleaning”، وهي شركة تنظيف لم تحتج إلى فحص خلفية مؤسسها. انطلقت من منزل شقيقه، ثم توسعت بسرعة بعد حصوله على عقود تجارية.

تبعها مشروع لإزالة النفايات، ثم استثمارات في العقارات، امتلك من خلالها 16 عقاراً تدر عليه نحو 11 ألف دولار شهرياً. لكن المغامرة لم تخلُ من خسائر، إذ فقد أكثر من 170 ألف دولار في مشروع فاشل لملهى ليلي بعد انتقاله إلى هيوستن في عام 2024.

الانطلاقة الحقيقية من الشارع

استدان ماثيوز 40 ألف دولار ليطلق شاحنة طعامه “Goodies Soul Kitchen”، بالشراكة مع جيسيكا أهوش. وبعد انسحاب الطاهي الأساسي، تولى هو نفسه مهمة الطبخ، رغم افتقاره لأي خبرة.

تحاكي قائمته مطاعم شهيرة مثل Chipotle وChick-fil-A، وتقدم أطباقاً شعبية مثل السمك المقلي، أجنحة الدجاج، والبطاطا الحلوة. تعمل الشاحنة 4 أيام أسبوعياً، من السابعة مساءً حتى الثالثة صباحاً، وتستقطب 300 زبون أسبوعياً بعائدات تصل إلى 20 ألف دولار أسبوعياً.

في عام 2024، تجاوزت أرباحه المليون دولار، ومع عقود المناسبات وخدمات التموين، يتوقع أن تتضاعف الإيرادات خلال 2025.

من طباخ إلى رائد أعمال يلهم الآخرين

في مارس 2025، أطلق ماثيوز شاحنة ثانية باسم “Birds and Buns”، معلناً عزمه على بيع معظم مشاريعه الأخرى للتركيز على قطاع الضيافة الذي وجد فيه شغفه الحقيقي.

لكن نجاحه لا يُقاس بالأموال فقط، إذ حرص على توظيف أشخاص ذوي سوابق ومدمنين متعافين، قائلاً:

“أنا لا أحكم على الناس من ورقة، بل من مهاراتهم.”

ويختم ماثيوز حديثه بعبارة صارت شعاراً شخصياً له:

“الفقر صعب، والغنى صعب، السعادة صعبة، والحزن صعب… اختر صعوبتك.”

قصة داوون ماثيوز تذكير حيّ بأن الفرصة قد تولد من قلب الفشل، وأن الإرادة حين تُوجَّه نحو العمل، يمكن أن تُحوّل السجن إلى مدرسة، والشاحنة الصغيرة إلى إمبراطورية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.