ساكو مُهاجماً الحكومة العراقية: “سلمت” حقوق المسيحيين
نيوز بلس عراق – بغداد
جدد بطريرك الكلدان الكاثوليك في العراق والعالم، الكاردينال لويس روفائيل ساكو، يوم الأربعاء، اتهامه للحكومة الاتحادية بأنها “سلمت” مقدرات وحقوق المكون المسيحي إلى جهة سياسية مسلحة تدّعي تمثيله.
وقال ساكو، خلال لقائه في بغداد مع سفير تركيا لدى العراق أنيل بورا إنان، إن “هذا الواقع مرفوض من الكنيسة ومن أبناء المكون المسيحي جملة وتفصيلاً، لأنه يكرّس التهميش ويضعف حضور المسيحيين الحقيقيين في وطنهم الأم، ويجعلهم رهائن لمصالح فئوية ضيقة بعيدة عن همومهم وحقوقهم الأساسية”.
وأشار إلى أن أوضاع المسيحيين في العراق ما تزال “مؤلمة”، عازياً ذلك إلى “غياب الضمانات الحقيقية لحقوقهم السياسية والاجتماعية، فضلاً عن استحواذ بعض الجهات المتنفذة على مقدراتهم باسم الدين أو الطائفة”، لافتاً إلى أن “التراجع الكبير في أعداد المسيحيين وهجرة عائلاتهم نتيجة مباشرة لهذه السياسات”.
كما تطرق اللقاء إلى الأوضاع العامة في المنطقة، حيث دعا ساكو قادة الدول إلى “نهج أكثر واقعية وعقلانية”، مؤكداً أن “الحوار والدبلوماسية المسؤولة هي السبيل الأمثل لحل الأزمات، بدلاً من منطق القوة والتجاذبات”. وأعرب عن أمله في أن تنتهي محنة غزة ضمن الخطة التي تطرحها الولايات المتحدة إلى جانب دول عربية وإسلامية، مؤكداً أن “السلام العادل هو الضامن لمستقبل آمن لشعوب المنطقة كافة”.
وفي ملف الانتخابات العراقية، اعتبر ساكو أن “غياب النزاهة والحرية في العملية المقبلة سيعيد نفس الوجوه إلى السلطة دون أي تغيير حقيقي”، مشيراً إلى أن “المال السياسي والوعود الانتخابية باتت الوسيلة الأبرز لاستقطاب الأصوات، وهو ما يفرغ العملية الانتخابية من مضمونها الإصلاحي”.
وختم البطريرك ساكو بالدعوة إلى “تكريس الولاء الصادق للعراق وحده وخدمة جميع أبنائه بعيداً عن الانقسامات المذهبية أو العرقية أو الحزبية، لأن مستقبل البلاد مرهون بإرادة أبنائه وتكاتفهم من أجل بناء دولة عادلة وقوية”.
وتُعد هذه ليست المرة الأولى التي يوجّه فيها ساكو انتقادات للحكومة، إذ كان قد اتهمها في مناسبات سابقة بأنها جعلت من جهة سياسية مسلحة ممثلاً للمكون المسيحي، مانحة إياها مقدراته السياسية والاقتصادية والانتخابية.