ما الذي يفعله الحجاج في يومي التروية وعرفة؟
مع انطلاق مناسك الحج وبدء توافد مئات الآلاف من الحجاج إلى مشعر منى، يتجدد الحديث عن أعمال يومي التروية وعرفة، وهما من أبرز محطات الحج وأعظمها مكانة وشرفًا.
ما هو يوم التروية؟
يصادف يوم التروية الثامن من شهر ذي الحجة، وفيه يتوجه الحجاج إلى منى، حيث يؤدون صلوات الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر قصرًا دون جمع، ويقضون يومهم في الذكر والدعاء والتلبية.
وسُمّي “يوم التروية” لعدة روايات، منها أن الحجاج كانوا يتروّون فيه من الماء استعدادًا ليوم عرفة، أو لأن إبراهيم عليه السلام بدأ يتروّى في تنفيذ رؤياه بذبح ابنه، أو لأنه يوم تُروى فيه المناسك للناس.
ماذا يفعل الحجاج في هذا اليوم؟
يقيم الحجاج في منى ليلة التاسع من ذي الحجة، ملتزمين بالسنة النبوية، قبل أن يتوجهوا فجرًا إلى عرفات، لأداء الركن الأعظم من الحج. وتُعدّ منى أكبر مدينة خيام في العالم، تمتد على مساحة تقدر بـ2.5 مليون متر مربع، وتتسع لنحو 2.6 مليون حاج.
يوم عرفة.. الركن الأعظم
في التاسع من ذي الحجة، يصعد الحجاج إلى صعيد عرفات، الذي يقع على بُعد 20 كيلومترًا جنوب شرقي المسجد الحرام. الوقوف في عرفات هو الركن الأعظم من الحج، ولا يصح الحج بدونه.
ويبدأ الوقوف من زوال الشمس (الظهر) حتى غروبها، حيث يصلي الحجاج الظهر والعصر جمع تقديم وقصرًا، ويقضون بقية اليوم في الدعاء والابتهال.
جبل الرحمة ومسجد نمرة
من أبرز معالم عرفات جبل الرحمة، الذي وقف عليه النبي محمد ﷺ في حجة الوداع، وألقى خطبته الشهيرة. كما يُعد مسجد نمرة من المعالم البارزة، حيث يُلقى منه خطبة عرفة ويُصلى فيه الظهر والعصر.
يوم عرفة في الإسلام
قال النبي ﷺ: “الحج عرفة”. ويُعد هذا اليوم من أعظم أيام السنة، إذ تُغفر فيه الذنوب وتُستجاب الدعوات، كما جاء في قوله تعالى:
“فإذا أفضتم من عرفات فاذكروا الله عند المشعر الحرام”.
ويواصل الحجاج بعد الغروب مسيرهم إلى مزدلفة، لإتمام بقية المناسك، بما في ذلك رمي الجمرات وذبح الهدي والحلق.
بهذه الأيام المباركة، يعيش المسلمون أجواءً روحانية استثنائية، ترتبط بتاريخ الأنبياء وسُنة خاتمهم، في رحلة إيمانية تُختتم بعيد الأضحى المبارك.