نيوز بلاس العراق

ظاهرة “الرجل القوي”: لماذا يستمر الناخب العراقي في انتخاب قوائم رؤساء الحكومات؟

0

بغداد – نيوز بلس عراق

تكشف دراسة للانتخابات العراقية على مدى عقدين من الزمن عن ظاهرة لافتة: تصدر قوائم رؤساء الحكومات أو وجودها ضمن المراكز الثلاثة الأولى في كل استحقاق انتخابي. هذا التوجه المستمر للناخب نحو المسؤول “المُجرَّب” يثير تساؤلات حول آليات الاختيار.

الأسباب وراء “البطل القوي”

 

يُعزى هذا النمط الانتخابي إلى ثلاثة عوامل رئيسية متداخلة:

  1. العامل النفسي: يميل الفرد في المجتمع العراقي، بحسب الباحثين النفسيين، إلى الاحتماء بـ “السلطة القوية”. هذا التوجه متأصل في الذاكرة الجمعية التي اعتادت على انتقال السلطة عبر القوة، مما يولد تفضيلاً للشخصية التي تظهر بمظهر “البطل القوي” والمُجرب، انسجامًا مع المثل الشعبي القائل: “الشين التعرفه أحسن من الزين ما تعرفه”.

  2. جمهور الخدمات (الزبائني): تحول دور السلطة التنفيذية (رئاسة الوزراء) إلى تماس مباشر مع المواطنين عبر توفير الخدمات البلدية والتعيينات. هذا التركيز على الخدمات السريعة أسس لـ “جمهور زبائني” يمنح صوته بناءً على ما يحصل عليه من منافع مباشرة، مما يضعف دور السلطة التشريعية.

  3. غياب البرامج الحزبية: يؤكد المحللون أن الأحزاب السياسية لم تقدم برامج انتخابية حقيقية وواضحة تعالج القضايا الاقتصادية والاجتماعية والبطالة. في ظل هذا الفراغ البرامجي، يتجه الناخب إلى اختيار الشخص الذي يرى أنه قدم “منجزًا ملموسًا” على أرض الواقع (خدمات أو مشاريع)، أو يلجأ إلى الاختيار على أسس مناطقية أو مذهبية.

استعراض نتائج الرؤساء (2010 – 2025)

 

منذ أول انتخابات في عام 2005 (والتي ركزت على التوجه العقائدي)، بدأت بوصلة الناخب تتجه نحو قائمة رئيس الحكومة الحالي أو السابق:

  • انتخابات 2010: ائتلاف دولة القانون (المالكي، رئيس الوزراء حينها) حل في المركز الثاني.

  • انتخابات 2014: قائمة المالكي تصدرت النتائج مجددًا.

  • انتخابات 2018: قائمة رئيس الحكومة حينذاك (حيدر العبادي) حلت في المركز الثالث.

  • انتخابات 2025 (الأخيرة): ائتلاف الإعمار والتنمية بزعامة محمد شياع السوداني (رئيس الحكومة منذ 2021) تصدر النتائج الأولية بـ 46 مقعدًا.

(ملاحظة: لم يخض عادل عبد المهدي ومصطفى الكاظمي سباقًا انتخابيًا أثناء توليهما رئاسة الحكومة).

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.