نيوز بلاس العراق

كركوك.. تنافس محتدم بين مكوّناتها الثلاثة لتحقيق التوازن السياسي

0

نيوز بلس عراق- كركوك

تشهد محافظة كركوك واحداً من أكثر المشاهد الانتخابية سخونة وتعقيداً في العراق، حيث تتنافس خمس قوى رئيسية تمثل المكونات الثلاثة الكبرى، الكورد، والعرب، والتركمان، وسط مؤشرات على معركة متقاربة ستحدد مستقبل التوازن الإداري والسياسي في المدينة المتعددة القوميات.

البيت الكوردي

ومع إغلاق صناديق الاقتراع في التصويت الخاص، مساء اليوم الأحد، الذي شارك فيه نحو 56 ألف منتسب في مختلف الصنوف العسكرية والأمنية، يراهن الاتحاد الوطني الكوردستاني “اليكيتي” على مرشحه الأبرز، النائب السابق وعضو المكتب السياسي للحزب، والمحافظ الحالي ريبوار طه، الذي يتمتع بحضور جيد في محافظة كركوك.

ويحاول الحزب الحفاظ على موقعه التقليدي كقوة سياسية داخل المحافظة، مستنداً إلى قاعدته التنظيمية.

في المقابل، يسعى الحزب الديمقراطي الكوردستاني “البارتي” إلى استعادة حضوره الانتخابي بعد غياب طويل عن منافسات كركوك، ويخوض السباق بمرشحين بارزين أبرزهم محمد خورشيد وعلي مهدي.

ويركز “البارتي” حملته على خطاب “استعادة التوازن الإداري للمكون الكوردي”، مستهدفاً مناطق الدبس ورحيم آوا وعدد من القرى ذات الغالبية الكوردية.

المراقبون يرون أن التنافس بين الحزبين الكورديين لن يكون فقط على المقاعد، بل على زعامة القرار الكوردي داخل كركوك، في ظل غياب اتفاق موحد لخوض الانتخابات بقائمة مشتركة، وهو ما قد يؤدي إلى تشتت نسبي في الأصوات الكوردية.

البيت العربي السُني”

وعلى الجانب العربي، يبرز تحالف “تقدم” بزعامة محمد علي تميم، ومعه مرشحون معروفون مثل مهمين علي الحمداني ووصفي العاصي، ويستند التحالف إلى قاعدة عشائرية وإدارية قوية في جنوب وغرب المحافظة، لا سيما في الحويجة والعباسي.

في المقابل، يخوض تحالف “عزم” المنافسة بمرشحين أبرزهم صدام حسين النعيمي وساهرة الغرب، معتمداً على امتداد عشائري في الرياض والدبس ومناطق النعيميين.

ويرى محللون أن العرب هذه المرة أمام اختبار صعب، فعدد القوائم العربية المتنافسة كبير، لكن الزعامات التقليدية قد تعيد ترتيب الكفة لصالح القائمتين الأقوى: “تقدم” و”عزم”، اللتان تسعيان لزيادة حصتهما مقارنة بالدورات السابقة.

البيت التركماني”

ويدخل المكون التركماني السباق عبر قائمتين رئيسيتين، الجبهة التركمانية العراقية بمرشحها المعروف أرشد الصالحي، الذي يركز على الدفاع عن “الحقوق السياسية للتركمان” ومطالبهم الإدارية في إدارة كركوك.

أما قائمة إنقاذ التركمان بزعامة غريب عسكر، فتركز على الخطاب الإصلاحي وجذب الناخبين الشباب.

ورغم الانقسام القائم، تبقى الجبهة التركمانية هي المرشح الأقوى لحصد المقعد التركماني الرئيسي بفضل امتدادها الشعبي في أحياء تسعين وشوراو.

خريطة التوقعات الميدانية

وبحسب قراءات أولية من مراقبين ومراكز متابعة انتخابية، من المتوقع أن يكون التوزيع المبدئي للمقاعد على النحو التالي:

الكرد (اليكيتي + البارتي + القوائم الأخرى): 5 إلى 6 مقاعد

العرب (تقدم + عزم + التحالف العربي): 3 إلى 4 مقاعد

التركمان (الجبهة + إنقاذ): 1 إلى 2 مقعد

الأقليات والمستقلون: 0 إلى 1 مقعد

وتضم كركوك 12 مقعداً نيابياً ضمن التوزيع العام، إلى جانب مقعد كوتا مخصص للمكون المسيحي، ويتنافس على هذه المقاعد 252 مرشحاً بينهم 73 امرأة. ويُتوقع أن تشهد المحافظة تنافساً محتدماً بين القوى الكوردية والعربية والتركمانية، نظراً لتداخل مناطق النفوذ السياسي وتباين الولاءات الانتخابية فيها.

يُشار إلى أن نتائج الانتخابات الأخيرة في كركوك، أظهرت حصول الكورد على 6 مقاعد (الاتحاد الوطني الكوردستاني 4 مقاعد والديمقراطي الكوردستاني 2)، مع حصول العرب على 5 مقاعد (مقعد لكل من تقدم والتحالف العربي والجبهة العربية والعقد الوطني وآخر لمرشح مستقل)، مقابل مقعدين فقط للجبهة التركمانية الممثلة عن المكوّن التركماني في المحافظة.

وسيحدد التنافس الكوردي – الكوردي ما إذا بقيت كركوك تحت نفوذ الاتحاد الوطني الكوردستاني أم ستشهد تحولاً في الخريطة.

كما سيُظهر التنافس العربي – العربية بين “تقدم” و”عزم” مدى قدرة الزعامات الجديدة على كسر النفوذ التقليدي.

وتسعى الجبهة التركمانية لتثبيت مقعدها كصوت تركماني موحد رغم الانقسام الداخلي.

وفي النهاية، تبقى كركوك محافظة المفاجآت الانتخابية، إذ يكفي تغير بسيط في نسب المشاركة داخل الأحياء المختلطة لتبديل موازين القوى بين المكونات الثلاثة

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.