نيوز بلاس العراق

“التلغراف”: نتنياهو بين ثلاث نهايات محتملة بعد صفقة غزة — الخلود أو السجن أو المنفى

0

لندن – News Plus Iraq

ذكرت صحيفة “التلغراف” البريطانية أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يعيش أكثر لحظاته توتراً منذ توليه الحكم، إذ بدا “منهكاً ومضطرباً” خلال خطاب الرئيس الأميركي دونالد ترمب أمام الكنيست، حين أعلن عن “عصر ذهبي جديد لإسرائيل”، بينما اكتفى نتنياهو بابتساماتٍ خالية من البهجة.

ووفق تحليل الصحيفة، فإن توتر نتنياهو يعود إلى وقوعه بين مطرقة ضغوط ترمب وسندان التطرف في حكومته، إضافة إلى اتهامات الفساد وجرائم الحرب التي تطارده، في وقت تقترب فيه الانتخابات الإسرائيلية.

إلى جانبه جلس بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير، الوزيران القوميان المتشددان اللذان يعتمده عليهما لبقاء حكومته، وهما يرفضان أي اتفاق سلام ويسعيان إلى تحقيق ما يسمّيانه “إسرائيل الكبرى”، التي تشمل غزة والضفة الغربية بالكامل.

وخلال خطابه، أشاد ترمب بنتنياهو باعتباره “رجلًا عظيمًا” حقق “انتصارات قوية”، لكنه حثه على ترجمة تلك الانتصارات إلى سلام دائم، قائلاً: “لقد فزتم، والآن حان الوقت لترجمة هذه الانتصارات إلى الجائزة الكبرى — السلام والازدهار.”

وترى الصحيفة أن نتنياهو يقف أمام معضلة مصيرية تحدد إرثه السياسي:

  • فإما أن يتبنّى رؤية ترمب ويصبح “صانع سلام” يُخلَّد في التاريخ.

  • أو يختار طريق المواجهة المستمرة، ما قد يقوده إلى السجن أو المنفى.

وترجّح “التلغراف” أن الخيار الأول، أي “الخلود”، هو الأكثر مجداً، إذ يمكن لنتنياهو أن يُذكر كقائد أنهى الصراع، كما قال ترمب: “سيتذكرك الناس بهذا أكثر بكثير مما لو واصلت القتال.”

لكن رفض نتنياهو حضور قمة السلام في مصر رغم دعوة الرئيس عبد الفتاح السيسي — متذرعاً بعطلة يهودية — كشف، وفق الصحيفة، تردده في اتخاذ قرار السلام، وربما خضوعه لابتزاز شركائه المتطرفين.

أما الخيار الثاني، فهو السجن، إذ يواجه نتنياهو محاكمة مفتوحة في قضايا فساد تتعلق بما عُرف بـ“قضية السيجار والشمبانيا”، التي سخر منها ترمب نفسه، مقترحاً العفو عنه. ومع انتهاء الحرب وإطلاق الرهائن، قد يبحث الإسرائيليون عن كبش فداء للخسائر البشرية الباهظة التي تجاوزت 67 ألف قتيل فلسطيني، وقد يكون نتنياهو أول من يُحاسَب، خصوصاً على فشل 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023.

الخيار الثالث، بحسب التقرير، هو المنفى في ميامي، المدينة الأميركية التي يمتلك فيها منزلاً يقيم فيه ابنه يائير، وتُذكر كثيراً كملاذ محتمل له إذا انهار وضعه السياسي.

وتخلص “التلغراف” إلى أن نتنياهو، بعد 18 عاماً في الحكم، لا يزال متمسكاً بالسلطة ويعوّل على صفقة غزة لإنعاش رصيده الانتخابي، لكن وقف القتال قد يفتح الباب للمحاسبة بدل النصر، ما يجعله أمام لحظة فاصلة بين التاريخ والمصير.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.